لم تتمكّن القوى الأمنية بعد من توقيف أي من المشتبه في ضلوعهم بحوادث إحراق السيارات في بلدة مجدل عنجر البقاعية منذ أيار الفائت. ويوم أمس، جُرِح ضابط وجندي في الجيش أثناء محاولة دورية توقيف مطلوب للقضاء
البقاع ــ اسامة القادري
أصيب ضابط وجندي من الجيش اللبناني بجراح جرّاء إلقاء قنبلتين يدويتين دفاعيتين باتجاه دورية للجيش أثناء محاولتها توقيف المطلوب إلى العدالة ناصر ج. في بلدة مجدل عنجر البقاعية.
وكانت قوة الجيش تنوي توقيف ناصر بعد وقوع شجار بينه وبين أحد المواطنين، حمل خلاله ناصر قنبلة يدوية وهدد برميها باتجاه من تشاجر معه. إضافة إلى ذلك، توجد بحق ناصر ج. مذكرة توقيف بتهمة حيازة أسلحة والاتجار بها وترويج المخدرات. وقد تمكّن ناصر من الفرار إلى جهة مجهولة، فيما نقل الجريحان، الملازم ميشال فهد والجندي علي حسن، إلى مستشفى البقاع للمعالجة. وقد تبيّن أن إصاباتهما طفيفة ولا تدعو للقلق. وعلى الفور، اتخذت القوى الأمنية والجيش اللبناني إجراءات مشددة لمحاولة توقيف رامي القنابل والتحقيق معه.
واعتقلت دورية من الجيش اثنين من أبناء المطلوب للتحقيق معهما، فيما جرت اتصالات للتهدئة بين فعاليات البلدة من بلدية ومخاتير وقيادة الجيش في البقاع. وقد وعدت فعاليات البلدة بالسعي لتسليم المطلوب إلى الجيش، لكن حتى موعد كتابة هذا الخبر كان ناصر لا يزال متوارياً عن الأنظار.
وأشار مصدر أمني لـ«الأخبار» إلى أن ناصر كان قد واجه قوى الأمن الداخلي ووحدة من الجيش كانت تؤازر الدرك قبل يومين في ساحة البلدة، مهدداً الدورية بقنبلة يدوية فتح صمام أمانها ووجّهها نحو رجال الأمن ليفر إلى جهة مجهولة، مما خلق حالة من البلبلة والذعر داخل البلدة.
والجدير ذكره أن ناصر كان قد أوقف وحوكم سابقاً بتهمة الاتجار بـ«حبوب الهلوسة»، وسجن أيضاً بتهم تعاطي المخدرات وترويجها.
من جهة ثانية، استنكرت فعاليات البلدة هذا العمل، وعملت على إجراء اتصالات مع قيادة الجيش لتطويق الحادث، من دون أن تترك له «ذيولاً لتوظّف سياسياً، وتأخذ منحى لا تحمد عقباه».
وذكر رئيس المجلس البلدي في مجدل عنجر، حسن ذيب صالح، لـ«الأخبار» أن أبناء البلدة يفتشون عن المطلوب لتسليمه إلى الجيش، مستنكراً ما جرى، ومؤكداً أنه عمل فردي. وأكّد «أن لا غطاء سياسياً أو اجتماعياً لكل مَن هم خارج القانون». ومساءً، عادت الأمور إلى طبيعتها، فيما بقي حاجز الجيش داخل ساحة البلدة من دون أي اصطدام يذكر.
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً ذكرت فيه أنه أثناء «قيام قوة من الجيش بدهم منزل المدعو ناصر قاسم جمعة في بلدة مجدل عنجر ــــ البقاع الغربي، بادر المذكور إلى إلقاء رمّانتين يدويتين على عناصر الدورية، مما أدى إلى إصابة ضابط وأحد العسكريين بجراح طفيفة، ولاذ بالفرار. تواصل قوى الجيش تعقّب الفاعل لتوقيفه والوضع هادئ».
تجدر الإشارة إلى أن البلدة شهدت عدداً كبيراً من حوادث إحراق السيارات، يشتبه في أنها وقعت على خلفيات سياسية ومذهبية، منذ أيار الماضي، كان آخرها إحراق سيارة جميل رحال أمام منزله يوم الأربعاء الماضي (8 تشرين الأول 2008). كما أحرِقَت في أيلول الفائت ثلاث سيارات في البلدة، من دون توقيف أي مشتبه فيه. وإضافة إلى ذلك، تلاحق الأجهزة الأمنية عدداً من المطلوبين بسبب وقوع خلافات بينهم وبين رجال الجمارك والأمن العام على نقطة المصنع الحدودية.