صيدا ـــ خالد الغربيفي وقت مبكر من فجر أمس، وقع حادثان أمنيان في منطقة صيدا، تمثّلا في إطلاق نار داخل المدينة، وإلقاء ديناميت في مجدليون.
لم يؤدّ الحادثان إلى وقوع خسائر بشرية، وأكد مسؤول أمني في صيدا أن الحادثين مترابطان وغير منفصلين لجهة الرسالة التي يحملانها.
في الحادث الأول، أطلق مجهولون كانوا داخل سيارة رشقاً نارياً من سلاح حربي باتجاه مبنى «المصباح» عند تقاطع شركة الكهرباء ـــــ البراد في صيدا. المبنى يضم مكاتب لمؤسسة الحريري وبنك البحر المتوسط وشركة جنيكو التي يملكها شفيق الحريري (شقيق الرئيس رفيق الحريري)، وقد أصابت الرصاصات أحواض الزراعة المنتشرة في محيط المبنى الذي يُعاد تأهيل واجهته، علماً بأنّ عناصر حراسة يقيمون في المبنى المذكور لحمايته.
الحادثان وقعا في منطقتين تنتشر فيهما كاميرات المراقبة
أما الحادث الثاني، فقد كانت مسرحه منطقة مجدليون (شرق صيدا)، إذ ألقى مجهولون شحنة من الديناميت في محيط منزل مفتي الجنوب الراحل محمد سليم جلال الدين. وهذا المنزل يقع على بعد حوالى 250 متراً عن المدخل الرئيسي الأول لفيلا وزيرة التربية بهية الحريري.
انتشرت وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في مكان الحادث الأول، وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيقات لمعرفة تفاصيل الحادثين، مع الإشارة إلى أنهما وقعا في منطقتين تنتشر فيهما كاميرات المراقبة، ولا سيما عند تقاطع شركة الكهرباء نظراً لوجود مؤسسات مصرفية وشركات ومكاتب لمؤسسة الحريري. رغم ذلك، فإن مصادر أمنية أكدت لـ«الأخبار» أنه «بعد ساعات من وقوع الحادث، لم تكن قد توافرت لديها أي من تسجيلات الكاميرات المنصوبة، وفور الحصول على نسخ من هذه التسجيلات ستتمكن القوى الأمنية من مسك الخيوط الأولى لجهة من أطلق النار».
حتى ساعات المساء، لم يصدر أي بيان رسمي أو تصريح لأي مسؤول، سواء في مؤسسة الحريري أو تيار المستقبل، للتعليق على الحادثين، وإن كان بعض المنتمين للتيار قد سرّبوا أخباراً لإعلاميين ومواقع إلكترونية عن أن منفذي الحادثين انطلقوا من حارة صيدا على خلفية خلاف وقع داخل الحارة بين شبّان منها وشقيق مسؤول فصيل فلسطيني (وهذا الفصيل مقرب من حزب الله)، غامزين من قناة وجود سكان مقربين من أحزاب المعارضة في حارة صيدا. لكن مسؤولاً في «حركة أمل» نفى «الاتهمات التي توحي بها هذه التسريبات». من جهة ثانية، رأى بعض المتابعين أن ما جرى سببه استغناء «تيار المستقبل» عن شبان وُظّفوا في مرحلة الانتخابات النيابية.