أُحبطت محاولة إدخال أكثر من مئة كيلوغرام من الكوكايين إلى لبنان. إدارة الجمارك اللبنانية تحدثت عن الشحنة المرسلة من كولومبيا عبر مرفأ انطوراك في بلجيكا
نبيل المقدم
أول من أمس، سُجّل إنجاز في إطار الحرب على المخدرات، حيث أُحبطت محاولة إدخال 102 كلغ و899 غراماً من الكوكايين. أمس كانت هذه العملية محور مؤتمر صحافي عُقد في مرفأ بيروت، وقد استهلّ المدير العام للجمارك بالإنابة شفيق مرعي المؤتمر بشرح ظروف العملية، فقال إن الشحنة التي هي عبارة عن باز الكوكايين، كانت موضّبة باتقان في آلة صناعية تستعمل في إدارة محركات المصاعد الأوتوماتيكية (تلفريك)، وقال إن سعرها يصل إلى حدود عشرة ملايين دولار أميركي.
شرح مرعي ظروف ضبط الشحنة. فـ«بداية الخيط» كانت من خلال بيان جمركي تقدمت به إحدى المؤسسات التجارية في منطقة البقاع، وهي المؤسسة المُصرّح عنها في السجل التجاري بأنها «تعمل في التجارة العامة والاستيراد والتصدير». ورغم مرور نحو ثلاث سنوات على تسجيل المؤسسة، إلّا أنها لم تنفّذ أية عملية استيراد إلى لبنان منذ انطلاقتها. لذا، فإن البيان الذي تقدمت به أخيراً أثار انتباه الضابط المسؤول في شعبة مكافحة المخدرات التابعة «لمصلحة البحث والتدقيق» في الجمارك. المسؤولون في المصلحة أجروا عملية «بحث وتدقيق» واستدعوا المسؤول عن هذه المؤسسة المدعو ن. م. اللبناني الجنسية، ويبلغ من العمر 79 عاماً. وهو مالك المؤسسة بالشراكة مع شخصين آخرين. استُصرح الرجل عن طبيعة عمل مؤسسته، وماهية الشحنة المستوردة، فظهر ارتباكه جلياً واتّسمت إجاباته بعدم الوضوح.
مرعي قال للصحافيين إن الكلاب البوليسية التي استُعين بها لتفتيش الشحنة لم تتوصّل إلى كشف المخدرات، وذلك لأن المهرّبين كانوا قد صنعوا نوعاً من الجدار الحديدي داخل الآلة، تبلغ سماكته 2.5 سنتم، عزلوا به كمية المخدرات المهرّبة. استُخدم جهاز «سكانر» لكنه لم يؤدّ إلى أية نتيجة، وأعطى صوراً مشوّشة وغير واضحة. فكان أن قرر رئيس شعبة مكافحة المخدرات في الجمارك اللبنانية المقدم جوزف سكاف ثقب الآلة بواسطة منشار صناعي، حيث تبيّن وجود باز الكوكايين موضّباً في أكياس بلاستيكية. وكشف مرعي أن الكمية المصادرة مرشحة للارتفاع إذا بيّنت التحليلات المخبرية أن الرمل الصناعي الذي كان موجوداً داخل الآلة قد خُلط هو أيضاً بمادة الكوكايين.

الموقوف سبعيني ليست له سوابق جرمية في هذا المجال
وفي ردّ على أسئلة الصحافيين، رفض مرعي إعطاء تفاصيل عن التحقيقات التي جرت مع الموقوف، وقال إنها تجري بسرية. هل ثمة علاقة بين اكتشاف هذه الشحنة من الكوكايين وعملية توقيف تاجر مخدرات في بريتال الأسبوع الماضي؟ مرعي نفى ذلك.
رئيس شعبة مكافحة المخدرات في الجمارك اللبنانية المقدم جوزف سكاف قال لـ«الأخبار» «إن الموقوف ليست له أي سوابق جرمية في هذا المجال، وإن التحقيقات ستظهر إذا ما كان متورطاً مباشرة في هذه العملية أو أنه استُعمل غطاءً من خلال دفعه إلى تقديم البيان الجمركي الخاص بالشحنة المستوردة، ظناً بأنّ كبر سنه سيسهم في إبعاد الشبهات وإخراج البضاعة بطريقة سليمة وعادية من الجمارك».
المقدم سكاف أشار أيضاً إلى أن «الشبكة المتورّطة» في هذه العملية ما زالت داخل الأراضي اللبنانية، وتجري ملاحقتها من قبل الأجهزة المختصة. يذكر أن الكمية المصادرة تعدّ أضخم كمية كوكايين ضُبطت على الأراضي اللبنانية، وكانت الجمارك قد صادرت العام الماضي كمية من الكوكايين تبلغ زنتها 38 كيلوغراماً موضّبة في قواعد خشبية، وذلك خلال محاولة لإدخالها إلى الأراضي اللبنانية.
المقدم جوزف سكاف، في اتصال مع الأخبار، بدا غاضباً جداً من جرّاء المقال الذي نشرته الأخبار أمس وأشارت فيه إلى أن تبادل المعلومات بين جهات أمنية دولية والجمارك اللبنانية أسهم في كشف العملية، وطلب تكذيب الخبر وحصر الموضوع في جهوده الشخصية.