اختُتم أمس الاجتماع الثالث لمسؤولي أجهزة مكافحة الإرهاب. تباحث المجتمعون في سُبل مكافحة «جريمة العصر». فتوصّلوا إلى عدد من التوصيات والمقترحات ستجري دراستها. شكروا اللواء. تسلّموا الدروع التذكارية ثمّ رحلوا
رضوان مرتضى
وُضعت أول من أمس بنود يُقترح مناقشتها بين مسؤولي أجهزة مكافحة الإرهاب. وقبل بدء الاجتماع، حدّد قائد الشرطة القضائية العميد أنور يحيى أهم أساليب التصدّي للإرهاب، فرأى أن أهمها التوصّل إلى تعريف موحّد للإرهاب قبل أن يسمّي مراقبة الحدود، وسرعة تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية ودقّتها وتقويمها. أما أمس، فاختُتمت أعمال اجتماع مسؤولي أجهزة مكافحة الإرهاب بمشاركة رئيس المكتب العربي للشرطة الجنائية في الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب العميد جمال السطم، وحضور رئيس قسم مكافحة الإرهاب والجرائم الهامة العميد شارل عطا وممثلين عن الدول الأعضاء. توصّل المجتمعون إلى إصدار عدد من التوصيات ستُقدّم إلى الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب لدراستها. ولعلّ أبرز التوصيات التي قُدّمت كانت دراسة إنشاء قاعدة بيانات للإرهابيين بين دول المجموعة الأولى وفق ما يشبه أرشفة للإرهابيين، إذ يجب أن تحتوي هذه القاعدة على صور وبصمات وأرقام هواتف وعنوان سكن وأسبقيات وأسلوب ارتكاب الجريمة. كما أوصى المجتمعون بضرورة التشدد في مراقبة الحدود المشتركة في دول الأعضاء لمنع تسلل الإرهابيين، فضلاً عن التأكيد على سرعة تبادل المعلومات بين المسؤولين عن مكافحة الإرهاب في دول مجموعة العمل الفرعية الإجرائية الأولى من خلال ضابط الارتباط. كما تقدّموا بطلب تسمية ضابط ارتباط لدى شعبة الاتصال في دول المجموعة الأولى مختص بملفات مكافحة الإرهاب. كما طلبوا من الأمانة العامة للمجلس دراسة إمكانية إنشاء موقع إلكتروني على المستوى العربي للتصدي للفكر الإرهابي وإشراك رجال الدين من ذوي الفكر المعتدل لدحض هذه الأفكار الضالة ونشر الوعي الديني الصحيح بين أفراد المجتمع.
لم يغفل قادة الأجهزة المجتمعون تقديم توصية بدراسة إمكانية تنظيم زيارات متبادلة للضباط العاملين في مكافحة الإرهاب في دول المجموعة لتبادل الخبرات العملية.
صيغت التوصيات ثم أُعلنت، بعد ذلك انتقل المجتمعون إلى ثكنة المقر العام حيث التقوا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وقدموا له الشكر على رعايته الاجتماع. بدوره ثمّن اللواء ريفي للمشاركين جهودهم ودورهم الكبير في مكافحة ظاهرة الإرهاب وحثّهم على المزيد من اللقاءات والتعاون بين الدول «للقضاء على هذه الظاهرة لما فيه مصلحة مجتمعاتنا» ثم قدّم للضيوف دروعاً تذكارية.
كان الاجتماع الذي يضم دول المجموعة الأولى قد افتُتح أمس في فندق المونرو برعاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. فتغيّب الوفد العراقي وحضرت وفود دول سوريا، والأردن، وفلسطين، ولبنان. كان رئيس قسم مكافحة الإرهاب والجرائم الهامة العميد شارل عطا قد ألقى كلمة أمس، ذكّر فيها بـ«الاجتماع الأول لهذه المجموعة في بيروت الذي تزامن مع عمل إرهابي، تمثّل بتفجير حافلة الركاب في عين علق وسقوط شهداء من المواطنين الأبرياء». واعتبر أن الأمل بالنصر في ظل جو عاصف بالإرهاب ساهم بـ«هزم إسرائيل وهزم فتح الإسلام وتوقيف إرهابيي تفجير عين علق وعملاء العدو الإسرائيلي». كما أشار رئيس المكتب العربي للشرطة الجنائية العميد جمال السطم إلى أن «التعاون والتنسيق الأمني العربي المشترك بين الأجهزة المختصة بدأ يؤتي ثماراً طيّبة وخيّرة على الصعيد الأمني». ولفت السطم إلى أن «تدارس ظاهرة الإرهاب واقتراح الحلول لمواجهتها وقمعها كانا السبب في اللقاء للمرة الثانية».


«قسم» الإرهاب بين الأمس واليوم

تحوّل مكتب مكافحة الإرهاب والجرائم الهامّة الذي يرأسه العميد شارل عطا إلى «قسم»، بالقرار ذاته الذي حُوِّل فيه فرع المعلومات إلى شعبة. وذلك بموجب «موافقة مبدئية» من مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي،سس دون إصدار تعديل للمرسوم التنظيمي لقوى الأمن وقبل صدور قرار من المدير العام اللواء أشرف ريفي.
رغم أن فرع المعلومات قد تحوّل إلى شعبة كأمر واقع فور صدور القرار، إلا أن واقع مكتب مكافحة الإرهاب لم يتغيّر قبل بداية 2008. فقد كان المكتب يتبع لقسم المباحث الجنائية الخاصة، قبل أن يُفصل عملياً بعدما أُنشئ مقر خاص له في الوروار. تجدر الإشارة إلى أن القسم المذكور لم يحصل على الدعم الذي حصلت عليه «شعبة» المعلومات من عديد وعتاد وميزانية مالية.