فقد شابان حياتهما فجر يوم الجمعة في حادث سير على طريق أنطلياس ـــ بكفيا الذي بات يسمى «طريق الموت». النواب والمعنيون يتحدثون عن مشاريع مؤجلة لتحسين طرقات المنطقة
أليسار كرم
الحادث وقع عند الثانية من فجر أمس الجمعة بعدما اصطدمت سيارة «مرسيدس أم. أل» نبيذية يقودها أمين زياد ع. وبرفقته سلطانة أ. وحمزة ن. بسيارة «بيجو» يقودها رامي ش. وبرفقته أنطوني رودريك مكرزل (17 عاماً) وكريستوف غي الأشقر مواليد (17 عاماً). علمت «الأخبار» من مستشفى سرحال أن الصليب الأحمر نقل الشابين أنطوني وكريستوف إلى المستشفى قرابة الثانية والربع فجراً، وكان أحدهما قد توفي، فيما الآخر توفي بعد عشر دقائق من وصوله إلى المستشفى رغم مساعي الأطباء لإنقاذه. أما رامي وأمين وسلطانة وحمزة فأصيبوا بجروح وكسور، وتوزعوا بين مستشفيات المنطقة.
في مستشفى أبو جودة، قال مسؤول رفض الكشف إنّ أحد السائقين عولج، وإن الأخير أكد مراراً أنه لم يكن مسرعاً، بل انعطف بحذر شديد، لأنه يعرف خطورة الطريق، غير أن السيارة الآتية من الجهة المقابلة فاجأته، وكانت مسرعة فلم يتمكن من الهرب منها.
سكان عين عار لم يشعروا بشيء خلال ساعات الفجر، فالبيوت بعيدة عن نقطة وقوع الحادث، غير أن أصحاب المحالّ التجارية لاحظوا بقايا الزجاج على الأرض، كذلك فإن صاحب محل الخضار الذي كان متوجهاً إلى سوق الخضار عند الساعة الرابعة رأى عناصر الجيش والدرك منتشرين على طول الطريق لتنظيم السير، وكانت سيارة الصليب الأحمر تنقل المصابين بجروح طفيفة. بائع الخضار لم يفاجئه الأمر نظراً لتكرار الحوادث؛ إذ «في الشتاء عندما تمتلئ قنوات المياه، تصبح هذه الطريق كالبحر الهائج الذي يقذف السيارات بأمواجه. وأكد أن أحد الشباب المتوفين هو ابن بلدة عين عار التي وصل إليها مطلع هذا الصيف، بعدما أقام في أفريقيا لسنوات، وكان ينتظر وصول أهله في الأيام القليلة المقبلة».
الطريق في حاجة إلى إعادة تأهيل وضرورة تحسينها لناحية تزويدها بإشارات المرور والمرايا عند المفارق، وفق ما أكد رئيس بلدية قرنة شهوان ـــــ عين عار ـــــ بيت الككو ـــــ الحبوس، جان بيار جبارة، والفضوليون كانوا متجمهرين أمام المحالّ للاستفهام عن ملابسات الحادث. جبارة الذي أكد أن وزارة الأشغال هي المسؤولة عن تحسين وضع الطريق، استنكر التأخير في تنفيذ الوعود التي تلقاها نواب المنطقة من الوزارة بـ«تزييح» الطريق (رسم الزيح الفاصل بين خطَّي الذهاب والإياب) وبتثبيت

الأموال صُرفت وأصبحت في عهدة مجلس الإنماء والإعمار
مرايا على المفارق الخطرة وذلك بعد أكثر من سبعة اتصالات قام بها مع المعنيين بالموضوع منذ تسلمه مهماته في أيار الماضي.
النائب نبيل نقولا أشار إلى أن المشكلة قد تتعلق بالتمويل؛ لأن الطريق لم تؤهل منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي. وقال لـ«الأخبار» إنه «طالب وزارة الأشغال منذ أكثر من سنتين بالعمل على تحسين وضع هذا الطريق الذي أصبح طريق الموت بالنسبة إلى أهالي المتن الشمالي. الوزير محمد الصفدي قال لنا إن الأموال غير متوافرة، غير أن الوزير غازي العريضي وعدنا أخيراً بمتابعة الموضوع بعد أن ينتهي موسم الأمطار، وأكد أن الأموال صُرفت وأصبحت في عهدة مجلس الإنماء والإعمار». وسأل: «هل المطلوب إقفال هذا الطريق بالتظاهرات اليومية ليعي المعنيون في وزارة الأشغال ومجلس الإنماء والإعمار خطورة الوضع؟».
من جهته، وصف النائب سامي الجميّل سلوك هذا الطريق بالـ off road نظراً لوعورة الطريق وغياب الزفت عنها، وقال: «قنوات المياه تتحول إلى أنهر في الشتاء، وواجهات المحالّ التجارية معرضة للتكسير إثر اصطدام السيارات بها نظراً لغياب أي رصيف يفصل بينها وبين الطريق العام. ونحن طالبنا وزارة الأشغال ومجلس الإنماء والإعمار الذي وعدنا بحل المشكلة هذا الصيف وما زلنا بالانتظار». وأضاف: «قد يكون من الضروري تنظيم سير العمل بين وزارة الأشغال ومجلس الإنماء الإعمار؛ لأننا نحن النواب تعبنا من المطالبة وتلقي الوعود: المصريات مش معنا. معنا وعود».