زينب زعيترطلب مازن (25 عاماً) يد فرح (إسمان مستعاران) للزواج، رفض أهل الفتاة تزويجها لأنّها لا تزال قاصراً، فتوعّد مازن الأهل بشرّ انتقام.
بداية عملية الانتقام كانت عندما تعرّض لفرح في الشارع وضربها على وجهها بآلة حادّة. ادعّى أهل فرح على مازن، أوقفته فصيلة حارة حريك، وأُخلي سبيله بعد تراجع المدعين وتعهّد مازن بعدم التعرّض لفرح ولجميع أفراد العائلة. لكن تعهد مازن لم يكن سوى حبر على ورق، حيث قام بتحطيم زجاج سيارة والد فرح وتمزيق دواليبها، كما تعرّض لشقيقها جميل (اسم مستعار) بالضرب قائلاً له «سآخذ فرح ولو كلّفني الأمر حياتي»، وكان مازن يكرر الاتصال بجميل ليهدده ويتوعده، وأعلمه أنّه سينتقم بوضع عبوة ناسفة تحت سيارة الوالد. لاحقاً، ورد اتصال هاتفي إلى مركز فصيلة حارة حريك مفاده وجود حريق في إحدى البنايات، حضرت دوريّة على الفور وكشفت على آثار الحريق، وتبيّن أنّ الشقّة تعود إلى فادي وهو شقيق فرح الذي كان خارج المنزل عند وقوع الحريق. كشف خبير على المنزل فتبيّن أنّ قيمة الخسائر تتعدى الـ10 آلاف دولار. تقدم فادي بادعاء متهماً مازن بافتعال الحريق، بمساعدة شخص يُلقّب «ميسو». جارة فادي أعطت أوصاف شخصين كانا ينزلان بسرعة على الدرج لحظة وصولها الى منزلها وبعدها شاهدت النار تشتعل في الشقّة. هنا يُشار إلى أن فادي يترك منزله الزوجي عند سفر الزوجة، ويبدو أن مازن شاهده وهو يغادر المنزل.
اعترف مازن بأنّه هو من قام بتمزيق دواليب سيارة والد حبيبته وهدد شقيقها
مثل مازن أمام مفرزة الضاحية، وأفاد بأن علاقة عاطفية تربطه بفرح، واعترف بأنّه هو من قام بتمزيق دواليب سيارة والد الفتاة، وأنه هدّد شقيقها عبر الهاتف وضربه، والتعرّض لفرح في الشارع. اعترافات مازن الأخيرة لم تشمل افتعاله الحريق، وقال إنه كان في تلك الليلة نائماً في منزله.
خلال التحقيقات ظهرت شخصية جديدة على مسرح الأحداث، إنّه طارق الذي أفاد في التحقيق بأنّه تعرّف إلى مازن منذ 6 أشهر وهو «من أصحاب السمعة السيئة». التقى طارق بمازن في اليوم التالي لحصول الحريق فسأله إن كان قد علم بحريق منزل فادي، فأجابه مازن «رأيت في منامي ثلاث حرائق ستحدث، وهذه اول واحدة منها»، وأكّد له أنّه حرق المنزل مع «ميسو». أخبر طارق أهل فرح بالحديث الذي جرى بينه وبين مازن، وبناءً عليه ادّعى فادي على مازن. ميسو اعترف بأنّه كان نائماً في المنزل مع مازن، ومازن بقي مصراً على أنّه نام في منزله تلك الليلة ولم يشاهد فادي في الشارع كما أفاد الأخير. وبنتيجة هذه الوقائع، وفرار المتهم مازن، وتجاه الأفعال التي قام بها، أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان حكمها بتجريم المتهم مازن بالجناية 587 عقوبات، وبإدانته بالجنحة 578، و573، و733 عقوبات، و73 أسلحة، وبإدغام العقوبات المذكورة سنداً للمادة 205 عقوبات، على أن تنفذ بحقّه العقوبة الجنائية لكونها الأشد، أي إنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتّة به لمدّة 9 سنوات وتجريده من حقوقه المدنيّة ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة. ذلك مع إلزامه مبلغ 15 مليون ليرة لبنانية للمدّعي فادي.