■ غالباً، ما تواجه الأمهات "الجديدات" مشكلة التقيؤ لدى أطفالهن الرضّع. وغالباً، ما يكون الهلع هو سيّد الموقف في تلك الحالات، غير أن لا شيء يدعو إلى القلق، فمشكلة التقيؤ هي أمر طبيعي لدى حديثي الولادة. فما هي هذه المشكلة؟ترجيع الحليب أو الارتجاع المعدي المريئي، هي المصطلح الطبي الدال على مشكلة التقيؤ لدى حديثي الولادة. المشكلة الشائعة حتى عمر الستة أشهر، والتي لا تنذر، في غالب الأحيان، بوجود أي عارض صحي لدى الرضّع. مع ذلك، يجهل الكثيرون ماهية هذه "الظاهرة". هنا، في هذه السطور، سنحاول قدر الإمكان الإجابة على مجموعة من الأسئلة حولها.

■ ما هي أعراض الارتجاع المعدي المريئي؟
تتجلى أعراض الارتجاع بخروج كمية صغيرة من الحليب بعد الرضاعة، واستقرارها على جانبي الفم بدون قوة. كما أنها لا تتسبب بالإزعاج أو التوتر للرضيع.
■ ما هي أسباب الارتجاع المعدي؟
في الحالات الطبيعية، عندما يتناول الطفل وجبة طعامه، يفتح الصمام الواصل ما بين المريء والمعدة "الطريق" أمامها، ثم ينقبض بعد الانتهاء منها ليمنع رجوع الطعام للمريء مرة أخرى. في الحالات غير الطبيعية، قد يحدث ارتخاء في عمل ذلك الصمام، بسبب عدم قيام العضلة الموجودة في نهاية المريء بوظيفتها على أكمل وجه، الأمر الذي يؤدي إلى خروج الحليب من الفم، وهو ما يطلق عليه مصطلح الترجيع.

■ هل الارتجاع المعدي خطير؟
في معظم الحالات، لا يعدّ الارتجاع المعدي أمراً ضاراً وخطيراً، خصوصاً عندما تكون الكمية قليلة ونسبة تكرارها ضئيلة، وعندما يكون هناك زيادة في وزن الطفل. وتنتهي تلك الحالة مع البدء بتناول الأطعمة الصلبة في الشهر الرابع، أو في أسوأ الأحوال، في الشهر السادس.

ـ■ كيف يمكن الحد من تلك المشكلة؟
يقع ذلك الأمر على عاتق الأم، التي من المفترض أن تتنبه لبعض النقاط من أجل الحدّ من الترجيع لدى طفلها. ومن هذه الأمور مثلاً إعطاء الطفل ما يحتاجه من الحليب وعدم إجباره على إكمال ما في زجاجة الحليب. كما ينصح بتحديد الوقت بين الوجبة والأخرى بحدود ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات لإعطاء المعدة الفرصة لهضم الحليب وتصريفه. ثمة عامل ثالث لا يقلّ أهمية عن العاملين السابقين، وهو القيام بتجشئة الطفل ثلاث مرات أثناء الرضعة الواحدة، على أن يجري وضعه بشكل عامودي بعد انتهاء الرضاعة لمدة خمس دقائق على الأقل.

■ متى يستدعي الأمر الشعور بالقلق؟
قد يعود تقيؤ الطفل في الأشهر القليلة الأولى من عمره، إلى مشكلات في الرضاعة كالتخمة مثلاً. لكن فيما بعد، تظهر أسباب أخرى مثل الإصابة بفيروس المعدة، أو الالتهابات في الجهاز التنفسي أو المسالك البولية. عندما يصبح طفلك كبيراً، ربما يدلّ التقيؤ على إصابته بمرض ما. وهنا، من الضروري الاتصال بالطبيب في حال ملاحظة أي من العوارض التالية لدى الطفل:
ـ الألم الشديد في منطقة البطن.
ـ الانتفاخ.
ـ الشعور بالنعاس أو التهيّج الشديد.
ـ تكرار التقيؤ أو استمراره لأكثر من 24 ساعة.
ـ علامات الجفاف بما فيها جفاف اللسان، والبكاء الشديد، والانخفاض في المنطقة اللينة من أعلى الرأس، وتراجع كمية البول.
ـ وجود دم أو بعض العصارة المرارية (مادة خضراء) في القيء.
مع ذلك، من المفيد الإشارة إلى أن وجود آثار من الدم مع القيء أمر لا يدعو إلى القلق، فقد يرجع السبب إلى الجهد الذي يبذله الطفل أثناء التقيؤ مما يؤدي إلى تمزق بسيط في الأوعية الدموية الرقيقة الموجودة في جدار المريء.

■ ماهو السبب في استمرار التقيؤ بقوة لدى المواليد الجدد بعد تناول الرضعة بنصف ساعة؟
قد يكون ذلك مؤشراً على وجود تضيّق في البوابة بين المعدة والأمعاء الدقيقة، وهي حالة نادرة تسبب القيء وتصيب الأطفال في الأسابيع الأولى من عمرهم، ويمكن أن تحدث في أي وقت قبل بلوغ الطفل شهره الرابع. في هذه الحالة، يتقيأ الطفل لأن العضلة التي تنظم عمل الصمّام بين المعدة والأمعاء الدقيقة تكون سميكة أكثر من اللازم، فلا تفتح بما فيه الكفاية كي يتمكن الطعام من المرور عبرها. يمكن حل هذه المشكلة بعملية جراحية بسيطة، لكن الطفل يحتاج إلى الرعاية الطبية بمجرد ظهور الأعراض.

■ هل كل حالة استفراغ هي ارتجاع معدي؟
الجواب قطعاً لا، فهناك الكثير من الأسباب التي تؤدي للاستفراغ والتي يجب النظر إليها واستبعادها، ولعل أهمها زيادة الرضاعة والتي تعدّ أهم أسباب الاستفراغ، سواء من حليب الأم أو الرضاعة الصناعية، فكمية الحليب الزائدة لا يتحملها الطفل لذا فإنه يقوم بإخراجها.