زكام أم جيوب أنفية؟ يحار الكثيرون في الإجابة على هذا السؤال، خصوصاً عندما تمتد فترة الإصابة بانسداد أو جريان الأنف. لا يعرف هؤلاء ما إذا كانوا مصابين بالزكام أو الحساسية أو بالتهاب الجيوب الأنفية. وغالباً، ما تأتي الإجابة على شالكة أن الموسم موسم "رشح" ومن المفترض أن يأخذ وقته ومداه.
لكن، الحقيقة مغايرة لذلك كلّه، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المدة الزمنية التي يستغرقها هذا الانسداد أو الجريان، والتي تتخطى الأسابيع. وذلك، على عكس الزكام الذي يبدأ ويبلغ ذروته وينتهي في غضون أيام.
من هنا، يفرّق الأطباء التهاب الجيوب الأنفية عن الزكام. حتى إنهم يفرقون بين نوع من هذا الالتهاب وآخر تبعاً للمدة الزمنية أيضاً، إذ أن هناك الحاد والمزمن. فالمريض بالنوع المزمن، على سبيل المثال، يعاني لأكثر من 12 أسبوعاً. أما النوع الحاد، والذي يعدّ الأكثر شيوعاً، فيستمر لمدة أقصاها 12 أسبوعاً. والسؤال: ما هو التهاب الجيوب الأنفية؟ وكيف يظهر؟ يقول طبيب الأنف والأذن والحنجرة الألماني، آخيم بويله، إن التهاب الجيوب الأنفية "يحدث في التجاويف المجاورة للأنف، داخل عظم الجمجمة، بسبب عدوى أو حساسية أو مشاكل في المناعة الذاتية". وقد يظهر على "شكل سيلان الأنف المزعج، وقد يحدث العكس بانسداد الجيوب بالمخاط والشعور بالعذاب مع كل نَفَس، وفقدان حاسة الشم والآلام في الوجه، وفي بعض الأحيان يأتي مصحوباً بنوبات الصداع والحمى".
أما عن كيفية العلاج، فهو كما غيره من الأمراض، ففي البداية يكون الحل بالدواء. ولكن، عندما لا يستجيب الجسم لتلك الأدوية، يبقى الخيار الأوحد وهو الجراحة. وفي هذا الإطار، يشير بويله إلى أن العلاج الدوائي "يشمل بخاخات الأنف المهدئة والمزيلة للاحتقان"، وإن كان يحذر في الوقت ذاته من استخدام هذه البخاخات لأكثر من سبعة أيام، لتجنب التعود عليها والإضرار بالغشاء المخاطي على المدى الطويل. وثمة حلول منزلية قد نخفف من ازعاج هذا الالتهاب والتي ترافق العلاج، وهو الإكثار من شرب السوائل التي تساعد على تسييل المخاط، لذلك يُنصح بشرب لترين أو ثلاثة من الماء يومياً، كما يوصي أيضاً باستعمال "دش الأنف". وإذا استمر المرض لفترة أطول أو إذا اتخذ المرض مساراً شديداً، فيمكن حينئذ اللجوء إلى بخاخ الأنف المحتوي على الكورتيزون.
وفي حال لم تفلح هذه العلاجات، يأتي دور التدخل الجراحي، فقد يرجع سبب الالتهاب المستمر إلى مشكلة تشريحية. كما قد يتسبب اعوجاج الحاجز الأنفي أو التورم الحميد في الأنف في الحيلولة دون تصريف المخاط.
ولكن قبل الخضوع لعملية جراحية ينبغي استشارة أكثر من طبيب متخصص، خصوصاً أن التدخل الجراحي ليس ضرورياً في جميع الحالات، كما يمكن أحياناً علاج الأورام الحميدة بشكل فعال بواسطة الأدوية.
وإذا قرر الطبيب والمريض إجراء عملية جراحية، فإن الطبيب يقوم بإزالة الأورام أو تقويم الحاجز الأنفي. وتستغرق هذه العملية من ثلاثين دقيقة إلى أربع ساعات تحت التخدير الكامل. ويظل معظم المرضى في المستشفى بعد الجراحة لمدة أربعة أيام إلى خمسة.