عدت مساءً للمنزل. تشعر بألم شديد يعتصر أمعاءك. تسأل نفسك: ما السبب؟ لمَ كل هذا الألم؟ ما الذي تناولته كي يحصل كل هذا؟ فجأة، تترك أسئلتك وتمسك هاتفك الذكي وتكتب هواجسك على صفحة "غوغل".تكتب في محرّك البحث "أسباب المغص وآلام البطن". تأتيك عشرات العناوين عن الأسباب المحتملة من المغص العادي إلى الحصى في الكلى إلى التسمّم إلى... السرطان. ترتعد لرؤية الكلمة الأخيرة فتصبح معها مصاباً بـ"هيداك المرض".

في الواقع، أنت لست مصاباً بالسرطان. أنت مصاب بداء غوغل وغيره من المواقع الطبية الافتراضية. فهذه المواقع لا تملك معلومات دقيقة حول تشخيص الأعراض. هي فقط لعبة "حزّورة" تستند إلى معلومات ليست بالضرورة أن تكون صحيحة. وبالتالي، فكل ما يمكن أن تحصده من هذا الولوج هو القلق. لا أكثر ولا أقل. ولمزيد من التأكيد، تشير دراسة قام بها باحثون في جامعة هارفارد الأميركية إلى أن معظم هذه المواقع "تعطي معلومات خاطئة ولا يمكنك بأي شكل من الأشكال الاعتماد عليها للوصول الى تشخيص دقيق". ومن خلال الدراسة، قام الباحثون باختيار 23 موقعاً وأدخلوا معلومات مقتبسة من القصص السريرية لـ45 مريضاً، وذلك لتقييم مدى صدق ودقة هذه المواقع. وقد تبين من خلال هذا العمل أن نسبة "التشخيصات الدقيقة كانت بنسبة 34% فقط". وأكثر من ذلك، أشار الباحثون إلى أن "بعض المرضى لجأوا للبحث عن أعراضهم بدافع الخوف وغالباً ما تؤدي التشخيصات الواردة في تلك الصفحات إلى حالات من الوسواس المرضي".
ولذلك، ينصح الباحثون المرضى المفترضين بعدم "تشخيص أمراضك بنفسك وبالامتناع عن الاستعانة بالمواقع الطبية الافتراضية واستشارة الطبيب أولاً بأعراضك وبعدها ابحث كما تشاء".