دواء «كونكور» وحبوب «الغلوكوفاج» بلمسة لبنانية. هذه ليست مزحة. هذا مشروع بدأته، منذ نحو عام، شركة «ميرك» الألمانية المتخصصة في ابتكار «البيوفارما»، بالتعاون مع شركة «فارمالاين» اللبنانية لصناعة الأدوية، لتصنيع هذين المنتجين محلياً. أي صناعة لبنانية «100%»، تقول المديرة العامة لشركة "ميرك" في الشرق الأدنى الدكتورة حلا سليمان.
سنة أخرى، ويصبح هذان المنتجان في الأسواق اللبنانية، كصناعة محلية «وبالجودة نفسها»، تقول سليمان. وعندما يقال «بالجودة نفسها»، فهذا يدلّ على أن «كل شي ماشي على الزيح»، تماماً كما «الماكينة الألمانية». لكن، دون هذا المشوار الذي بات تحقيقه قاب قوسين أو أدنى درب طويل، بدأته «ميرك» بتعليم «فارمالاين» أصول «نقل التقنية» (technical transfert)، وهذا يتطلب مهارة و«مصاري» أيضاً، كي تصبح الشركة اللبنانية قادرة على الإنتاج المحلي. لكن، لماذا لبنان؟ ولماذا لم تختر «ميرك»، شركة الأدوية العالمية، بلداً آخر؟ عن هذا السؤال، تجيب سليمان بأنّ هدف «ميرك» الأساس هو «ترسيخ التزامنا المستمر بدعم صناعة الأدوية محلياً، وتقديم الرعاية الصحّية للمرضى عبر توفير التقنيات والخدمات المبتكرة». انطلاقاً من هنا، كانت الالتفاتة إلى لبنان تحت ثلاثة عناوين «دعم الاقتصاد اللبناني من خلال تشغيل معامل التصنيع المحلي خدمة للمصلحة العامة»، وثانياً «تعزيز صحة المريض من خلال المحافظة على نفس جودة الدواء وتأمينه محلياً». أما ثالثاً، فهو ما يمكن اعتباره مكافأة للبنان الذي يعدّ أحد أسواق شركة «ميرك» التي توجد منتجاتها «في الأسواق اللبنانية منذ أكثر من 150 عاماً، ولذلك كان قرارنا بنقل إنتاجنا إلى لبنان بغرض تعزيز التزامنا تجاه اللبنانيين والسوق اللبنانية».
لكن، هذه الخطوة لن تكون الأخيرة في مسيرة الشراكة بين «ميرك» الألمانية وشركات تصنيع الأدوية اللبنانية، إذ من المفترض أن تستتبع بمنتجات أخرى بعد خروج هذين المنتجين إلى الأسواق. وفي هذا الإطار، تضرب سليمان موعداً لخروج دواء «كونكور»، وهو الذي يعالج ضغط الدم، إلى الأسواق، محدّدة الموعد «بمطلع العام المقبل»، على أن تتبعه حبوب «غلوكوفاج» لتنظيم السكر في الدم. وهنا، تلفت سليمان إلى نقطة أساس، وهي أن هذين المنتجين يتضمنان أكثر من «تراند» (عيار)، ومن المفترض أن يكون العام المقبل موعداً لصدور تلك «الأنواع» بالتسلسل، على أن تكون نهاية العام المقبل موعد اكتمال «عائلة» كل منتج.