"لخبطة" بسيطة في عملها قد تؤثر على أجهزةٍ كثيرة في الجسم. إنها الغدّة الدرقية، تلك التي لا نعرف عنها سوى أنها تشبه، في شكلها، "الفراشة"، وتستقر في وسط الرقبة. وظائفها "الحساسة"، تجعل منها عضواً أساسياً، فهذه "الفراشة" تلعب دور المسيطر على عملية التمثيل الغذائي (الأيض) وتحفيز الطاقة، كما أنها تلعب دوراً رئيسياً في أداء عددٍ من أجهزة الجسم، بما في ذلك القلب والمخ والكلى والجلد، فضلاً عن إنتاجها لعددٍ من الهرمونات المسؤولة عن نقل الطاقة لكل خلايا الجسم الحيوية.
كل هذه "المسؤوليات"، تجعل من الغدة الدرقية، التي بالكاد تُرى، عضواً أساسياً يستوجب الحفاظ عليه ومراقبته، فأي تغيّر في عملها قد ينذر بمشاكل كثيرة في عمل أعضاء رئيسية في الجسم. لهذا، عليكم بمراقبتها واستشارة الطبيب المختص في حال شعوركم بأي تغيرات. هذا أولاً.

أما ثانياً، فإليكم بعض الحقائق عن "الفراشة":
ـ يمكنكم ملاحظة علامات التغير في هذا العضو من خلال بعض الأعراض التي تنذر بوجود قصور فيها ومنها بشكلٍ أساس، زيادة الوزن والتعب والإمساك وانخفاض حرارة الجسم واضطرابات النوم وصعوبة التركيز واحتباس السوائل في الجسم وتساقط الشعر وآلام المفاصل وحساسية الضوء.
ـ يضرب قصور الغدة الدرقية النساء أكثر من الرجال، فبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية هناك أكثر من 30 مليون امرأة مصابة و15 مليون رجل حول العالم.
ـ التهاب "هاشيموتو" هو الحالة الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية، وهو من أمراض المناعة الذاتية (سمي بهذا الاسم نسبة إلى الطبيب الذي اكتشفه)، وهو مرض يجعل خلايا الجسم تهاجم الغدة الدرقية، وهو أول مرض مناعي يجرى اكتشافه بسبب التهاب الغدة الدرقية.
ـ ينصح الأطباء عادة أصحاب التاريخ المرضي مع الغدة الدرقية أو من يعانون منها، بتجنب الغلوتين الموجود في القمح ومشتقاته، مع التركيز على تناول الفيتامينات والمعادن الداعمة للغدة الدرقية، مثل فيتامين "D" والحديد والسيلينيوم والزنك.
ـ يحتاج بعض الناس في كثير من الأحيان إلى المواظبة على تناول علاج لقصور الغدة الدرقية مدى الحياة، تحت إشراف طبي لضبط الجرعات.
ـ من أهم الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية هو هرمون تريودوثيرونين "T3"، وهرمون الغدة الدرقية "T4"، وكلاهما ينظم عملية الأيض، ويعرف دواء الغدة الدرقية الأكثر شعبية بـ"ليفوثيروكسين" وهو مسؤول عن تعويض هرمون الغدة الدرقية "T4" بالجسم.
ـ يعدّ هرمون "T4" هرموناً غير نشط عادة، فيما يلعب "T3" دور الهرمون المسؤول عن النشاط والطاقة. أما ما تفعله أجسادنا في الواقع فهو أنها تقوم بتحويل "T4" إلى "T3"، الأمر الذي يجعله غاية في الأهمية، ويعاني كثير من الناس من مشكلة مع هذا التحويل، ويرجع ذلك إلى الإجهاد والاختلالات الهرمونية ومشاكل الأمعاء ونقص التغذية.