من الأجدى، هنا، احترام مواعيد تناول الجرعة الخاصة باللقاح كي يكون المفعول ذات قيمة. وعلى أساس هذه المعادلة، يُفترض أن يؤخذ اللقاح ما بين منتصف أيلول ومطلع تشرين الأول، قبل أن يأتي الموسم حاملاً معه فيروساته. هذا الموعد يعطي للمريض فرصة التجاوب مع الطعم، أكثر بكثير ممن يتخلّف عنه، كون اللقاح تخفّ مفاعيل استجابته بمرور الوقت.
لكن، مع ذلك، بقدر ما هو ضروري هذا اللقاح، إلا أنني كمتخصص لا أنصح به إلا لمن هم بحاجة، خصوصاً أن الفيروس تتغير «تركيبته» من عام إلى آخر، إذ يعدّل نفسه بإنتقاله من جسم الى آخر. وعلى هذا الأساس، فإن اللقاح يحمي حامله من أنواع محددة من الفيروسات ويبقى في الوقت نفسه عرضة لأنواع أخرى طوّرت نفسها خلال العام، خصوصاً في ظل وجود أكثر من 20 ألف نوع من فيروسات الرشح في العالم. أضف إلى ذلك أن الدول العربية تبني تركيبتها على أساس «توقعات» الدول الأوروبية بالفيروسات التي يمكن أن تأتي هذا العام. وفي حال لم تصدق توقعات الأوروبيين، هنا، في الدول العربية، يكون مفعول هذا اللقاح «بلا طعمة».
استناداً لكل ذلك، وعلى عكس كل لقاحات الأمراض المتبقية، يلعب الحظ دوره هنا. فإذا ما توافقت التوقعات مع الفيروس الآتي، يكون المفعول أفضل. مع ذلك لا يتعدى ذلك المفعول ـ مع الإلتزام بالمواعيد أيضاً ـ أكثر من 20 إلى 25% من الإفادة.

الدكتور فيليب روادي
اختصاصي أمراض الحساسية