محمد محسن
تبدأ المحال التجارية قبل عشرة أيّام من بداية رمضان، في توضيب الفاكهة المجفّفة وعرضها على الزبائن، كما يتنامى، في الفترة ذاتها، اعتناء المراكز التجارية الكبرى بها، التي تفرز لها حيّزاً خاصاً في أقسام «العطارة». تتعدّد أنواع الفاكهة المجفّفة ومصادرها، وكذلك أسعارها. ويرتبط هذا الأمر بمجموعةٍ من العوامل كالارتفاع العالمي للأسعار الذي طال معظم السلع الغذائية، إضافةً إلى استغلال التجار الموزّعين لموسم الصوم لرفع سعر الفاكهة المجفّفة.
يهوى الكثيرون الزبيب الذي ارتفع سعره مع بداية شهر رمضان ليصبح ثمن الكيلو سبعة آلاف ليرة، بعدما كان خمسة آلاف. يستورد لبنان معظم كميات الزبيب الصغير من إيران، بينما تصدّر الأسواق التركية الزبيب «الدربلي»، ذا الحبّة الطويلة. أمّا سوريا فتستأثر تصديراتها بأسواق التين المجفّف وقمر الدين. لا يبدو سعر نصف كيلو من قمر الدين باهظاً، فهو لا يتجاوز ألفي ليرة، فيما يتجاوز سعر كيلو التين المجفّف خمسة آلاف. المشمش المجفّف بدوره ارتفع سعره، ليبلغ اليوم عشرة آلاف ليرة للكيلو الآتي من تركيا. ويُعدّ سعر الخوخ المجفّف الأكثر ارتفاعاً، إذ إن سبعة عشر ألف ليرة هي ثمن الكيلو المصدّر من كندا أو أميركا، ويمكن الحصول عليه من الاستهلاكيات الضخمة.
يتجاوز عدد أصناف التمور الأربعمئة، ويوحي هذا الرقم كيف أنّ حصّة الأسد من حجم المبيعات، تعود للبلح المجفّف أو للتمر. تنتشر في السوق اللبناني أنواع عديدة من التمور، أهمّها أو أكثرها انتشاراً «الخضري» و»العنبري» و «العجوة»، و»الرطب». يحتاج النوع الأخير لأن يبقى بارداً، وإلّا فسد، وهذا ما يمنع أصحاب بعض المحال من المتاجرة به، علماً بأن سعر الكيلو لا يتجاوز الأربعة آلاف ليرة. أمّا الأنواع الأخرى المذكورة، فتأتي من السعودية «فلت»، وتُوضّب في لبنان. يرتفع سعر التمور أو ينخفض تبعاً لنوعه ومصدره، فالعنبري يتجاوز سعر الكيلو منه ثمانية آلاف ليرة، وهذا ما يفسّر إقبال المستهلكين على التمر الخضري الأرخص ثمناً. يتغير وضع التمور تماماً حين يصبح أمره بين يدي الميسورين، هناك حديث آخر عن التمر المحشوّ باللوز والفستق، أو أنواع أخرى لا وجود لها إلا في المحال المخصّصة للمناسبات السعيدة.
رصدت لجان مقاطعة البضائع الإسرائيلية في العام الماضي، تموراً «إسرائيلية» في المغرب. الدعوات وجّهت لمقاطعة أي سلعة يكتب أنها صنعت في «إسرائيل» أو الضفة الغربية. اللافت أنّ «الإسرائيلي» بدأ المنافسة في سلعة، تُعدّ بالمعنى الثقافي ماركة مسجّلة باسم العرب.. جزء آخر من المعركة، نسي العرب أن يستعدّوا له كعادتهم...