بلال عبود

لم تعد الجلسة في مقهى الكوستا زيارة عادية بالنسبة إلى عبد الله، الناشط في مجال حقوق الإنسان والذي يعمل في جمعية غير حكومية، فهو يأتي إلى المقهى «كل يوم تقريباً» للتسلية والحصول على «خدمة الإنترنت المجانية»، فيمضي ساعات أمام حاسوبه، يتصفح الشبكة الإلكترونية، ويرسل رسائله، ويجري بعض الأبحاث، بالإضافة «إلى شرب القهوة الإيطالية طبعاً» يردف مبتسماً.
«في المقاهي نشعر وكأننا في المنزل»، هكذا تفسر لارا، الطالبة الجامعية، حضورها الدائم في هذا المكان مع صديقتها وصديقها، وتشير إلى الكمبيوتر المحمول، فهي تحمله معها أينما ذهبت «أختار المقهى حيث أفضل سرعة اتصال»، تؤكد لارا «أن التطور فرض على المقاهي تقديم هذه الخدمة وإلا فستقفل أو تتحول إلى حالة تراثية».
يدرك العاملون أن الـ«wireless» جزء أساسي من المنافسة بين المقاهي الجديدة ومعظم المقاهي اليوم، فتُؤمّن هذه الخدمة دون مقابل باستثناء البعض، وعلى رأسها سلسلة محلات «starbucks» التي تأخذ مقابلاً، حيث يرى المسؤولين عنها أن نوعية المشروبات وجاذبية المكان هي من العناصر الأساسية التي تجذب الزبائن إلى هذا المقهى.
لا يكفي وجود الـ«wireless» في المقهى ليرضى الزبون، فيجب أن تكون ذات سرعة عالية مع ما يعنيه هذا الأمر من تكاليف يختصرها العاملون في كوستا بـ«1800 دولار ثمن جهاز الاستقبال والاشتراك الشهري الذي يتجاوز الـ600 دولار»، المبلغ الذي يكفي لتقديم خدمة إنترنت «جيدة جداً» لأكثر من «90% من الزبائن»، أي أولئك الذين يأتون إلى المقهى مع جهازهم المحمول.