البقاع ــ الأخبارتراكمت الخسائر على مزارعي التبغ في البقاع منذ حرب تموز 2006، نتيجة غياب التعويضات وعدم رفع سعر كيلو التبغ أو حتى زيادة كمية الرخصة، فضلاً عن ندرة اليد العاملة وتحكمها بالمزارعين، الأمر الذي دفع عدداً من مزارعي التبغ في غرب بعلبك لابتكار وسيلة شتل جديدة تختصر عليهم الوقت والمصاريف التي يتكبدونها. محمد سليم، صاحب جرار زراعي، أكد أنه، بعد عناء دام مدة ثلاث سنوات من التجارب، وصل أخيراً إلى ابتكار طريقة جديدة لغرس شتول التبغ بانتظام وسرعة. تعتمد الطريقة الجديدة على سكّة زراعية لحراثة الأرض وإضافة مقاعد لخمسة عمال مع خرطوم مياه لكل واحد منهم موزعة على مسافات محددة، ممّا يسمح للعمّال بغرس شتول التبغ بسرعة كبيرة تفوق آلية الشاتول. ويشير محمد إلى أن «أكثر من خمسين حداداً وصاحب جرار زراعي طلبوا منه طريقة تصنيع آليته الجديدة، وقد نُفّذت وهم يعملون عليها حالياً». ولفت سليم إلى أن عدد الذين ما زالوا يعتمدون على الشاتول قليل جداً، ذلك أن الطريقة القديمة تلزم بأخذ عمّال التبغ بدءاً من مرحلة الشتل مروراً بالقطاف و«شك أوراق التبغ بالخيوط»، وصولاً للتوضيب في بالات لتسليمها للريجي». وكشف سليم أنه يحضر حالياً لإنجاز طريقة تؤمن «تخنيق» شتول التبغ (تجميع التراب حولها) و«تعشيبها» (إزالة العشب الضار من حولها)، من دون الاعتماد على عمّال، وذلك خفضاً للكلفة. بدوره، رأى المزارع علي حمية أنّ السبب الأساسي في اعتماد الآلية الجديدة يعود «لندرة اليد العاملة من جهة ولتحكمها بنا بالأسعار ونوعية العمل، وللمصاريف التي نتكبدها من محروقات وصهاريج مياه من جهة ثانية». ولفت إلى أن الآلية الحديثة تختصر الوقت كثيراً، ذلك أن خمسين دونماً كانت تحتاج لأكثر من ثلاثين يوماً، فيما اليوم ننجزها بثمانية أيام فقط، فضلاً عن «تطييب» الشتلة (يبقى لديها مخزون كبير من المياه لمدة أطول)، وحصول المزارع على شتوله قبل دخول شهر حزيران حيث تبدأ بالنمو. من جهته، أكّد المزارع حسين حيدر أنّه استخدم هذا العام وسيلة الشتل الجديدة لزراعة أكثر من مئة دونم من التبغ، مبدياً ارتياحه للطريقة المبتكرة. وأوضح أنه حصل من أحد المزارعين في بلدة دير الأحمر على طريقة تصنيع «سكة الشتل» فأقدم على صنعها عند أحد الحدادين في المنطقة، مشيراً إلى أن كل يوم عمل بهذه الطريقة، «يؤمن شتل ما بين 8 إلى 10 دونمات تبغ، فيما تتطلب هذه المساحة الزراعية عشرة أيام بالشاتول».