لدى استماعهم إلى العرض المقدم عن نجاح التجربة التونسية في تطبيق «البرنامج الوطني لتأهيل مسالك الفلاحة والصيد البحري في تونس»، انفرجت أسارير معظم السيدات من أعضاء التعاونيات الزراعية المتخصصة بإنتاج العصائر والمربيات البلدية والمونة البيتية. فهن يدركن أنه إذا ما طُبقت تلك التجربة وشملت تنظيم زراعة الحمضيات، سيتاح لهن إحياء الكثير من أنواع المربيات والعصائر المستخرجة من الحمضيات التي تراجع إعدادها خلال السنوات الأخيرة بسبب تضاؤل المحاصيل. ومن بين الأنواع المنتظر إحياؤها على ساحل منطقة صور، مربى زهر الليمون الذي اشتهرت به المنطقة، كما الساحل الشمالي. ويصنع المربى من أزهار الليمون التي تقطف خلال شهر آذار، ومن عصير الحامض والسكر. وفي طريقة تصنيعها، توضع الأزهار في الماء المغلي لمدة عشر دقائق، ثم تُرفع وتوضَع جانباً قبل أن تذبل وتُنقَع في ماء بارد لمدة يوم كامل. وبعد أن يحين موعد رفعها من الماء البارد، تخلط مع كيلو ونصف كيلو من السكر لكل كيلو من الزهر، وتترك منقوعة لشهر. بعد الشهر، تُغلى مع الحامض وملح حامض الليمون لمدة نصف ساعة. بعدها، ترفع الزهرات من السائل الذي يترك ليغلي لمدة نصف ساعة، قبل أن تضاف إليه مجدداً. وقد اعتادت ربات البيوت استخدام هذا النوع من المربى في تزيين الحلويات.أما عصير الأبوصفير المكثف، فإنه سيسترجع عصره الذهبي في المنطقة، ليس لفوائده الصحية فحسب، بل لأنه أحد أهم شروط وجبة الفول المدمس التي تشتهر بها مدينة صور، إلى جانب استخدام الكثيرين له في إعداد بعض السلطات والأطباق التقليدية. لضمان جودته، تغسل ثمرات الأبوصفير وتقطع إلى نصفين تمهيداً لعصرها يدوياً لمنع تسرب عصارة قشره الخارجي المر. بعد ذلك، يُغلى العصير على نار هادئة قبل أن يضاف إليه الملح الخشن. في النهاية، يسكب السائل المغلي في قنان زجاجية.
ومن التحليات التي كانت منتشرة مع ازدهار زراعة الحمضيات على ساحل صور منذ الخمسينيات، محفوظ قشر البوملة، وهو أحد أنواع الحمضيات، ويتميز بقشرته السميكة الخارجية التي تليها طبقة داخلية إسفنجية تغلف الثمرة. ويصنع المحفوظ من برش الطبقة الخارجية الذي يُغلى لمدة عشر دقائق ثم يُنقع في الماء البارد لمدة اثنتي عشرة دقيقة. بعدها، يلفّ ويثبت بالخيط والإبرة ويُغلى مع القطر. بعد أن يغلي المزيج، تزال الخيطان منه وتنشف وتحفظ في أوانٍ زجاجية مع القطر أو ناشفة مكسوة من الداخل بالسكر. وبطريقة شبيهة، يصنع محفوظ قشرة الأبوصفير والكلمنتين. وتلك المحفوظات هي من أنواع التحلية، وتقدم إما سادة أو مع الشوكولا، ولا سيما في ليالي الشتاء الباردة.