رامي زريقها هو المونديال يعود إلينا حاملاً تشويقه وأحلامه وخيباته بيدٍ ووجباته السريعة وأكياس الشيبس والمشروبات الغازية باليد الأخرى. فقد ارتبطت مشاهدة مباراة كرة القدم تقليدياً بتزايد استهلاك المأكولات الجاهزة و»النقرشات» لتمرير الوقت بين الأهداف، مما يجعل من هذا المهرجان الرياضي مناسبة لزيادة الوزن وتكديس السمنة. وقد أظهرت دراسة حديثة أن البريطانيين وحدهم سيستهلكون خلال فترة المونديال 47 مليون وجبة سريعة و211 مليون زجاجة بيرة إضافية عن المعتاد. تعي الشركات العالمية الكبرى مثل «ماك دونالد» و«كوكا كولا» أهمية هذه المناسبات الرياضية العملاقة في زيادة مبيعاتها وتكديس ثرواتها. لهذا السبب، تستنفر كل قواها الإعلامية، مغرقة الملاعب بالإعلانات، لتدفع المشاهدين إلى استهلاك المزيد من المأكولات المشبعة بالسّكر والأملاح التي ثبت بوضوح أثرها السلبي على الصحة. وفي هذا السياق، لا بدّ من الالتفات إلى الدراسة التي أنجزتها أخيراً الجامعة الأميركية في بيروت والتي تشير إلى تضاعف حالات البدانة في لبنان خلال العقد الماضي، بحيث ارتفعت نسبة الشباب المصابين بالوزن الزائد من 20% عام 1997 إلى 35% في عام 2008، مما يزيد من تعرّضهم للعديد من الأمراض المزمنة وعلى رأسها السكري والضغط والسرطانات. وتعزو الدراسة أسباب هذه العوارض إلى سوء التغذية وقلة الرياضة وخاصة إلى تناول المشروبات الغازية ذاتها التي تعمد الشركات العملاقة إلى ترويجها عن طريق الرياضة والمونديال!
فالتحاليل قد أثبتت احتواء كل ليتر من الكوكاكولا وأخواتها على حوالى 30 ملعقة من السّكر. انطلاقاً من هنا، يبدو من الضروري المطالبة بتطبيق أنواع قوانين التحذير نفسها المرعية في تسويق التبغ على المنتجات الغنية بالسكر والأملاح والدهون.