لم تكن للمؤامرة التي جرى «تضخيمها» في الداخل ارتدادات تُذكر على مستوى الخارج
لم تكن للمؤامرة، التي جرى «تضخيمها» في الدار، ارتدادات تُذكر على مستوى الخارج؛ إذ إن مسؤولين أردنيين كباراً قلّلوا من شأن ما حصل أمام نظرائهم الإسرائيليين، وأخبروهم، بحسب «نيويورك تايمز»، أنه لم تكن هناك محاولة انقلاب، وأن القصة مبالَغ فيها من قِبَل وسائل الإعلام. وفي هذا الإطار، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن عدداً من الدبلوماسيين الغربيين والعرب شكّكوا في اتهامات الحكومة الأردنية في حقّ حمزة بن الحسين، وقلَّلوا من شأن ما وصفوه بـ»شائعات» عن محاولة إطاحة الملك عبد الله الثاني. ونقلت عن دبلوماسيين لم تسمِّهم قولهم إنه لا توجد أدلّة على تورُّط أيّ شخص في الجيش الأردني في المؤامرة المزعومة، فيما أكّد دبلوماسي غربي أن «التوتّرات كانت تتفاقم في الديوان الملكي منذ فترة»، مستبعداً أن يكون اعتقال الأمير حمزة ردّاً على أيّ تهديد وشيك. واعتبر أيضاً أن الحكومة الأردنية تعتمد على صورتها كـ»درع متينة» ضدّ الاضطراب في المنطقة بهدف كسب دعم بعض الحلفاء، مثل الولايات المتحدة والسعودية، قائلاً إن الاعتقالات قد تكون جزءاً من محاولة لتصوير أن هناك تهديداً من أجل إبقاء البلد في دائرة الضوء. ولفتت الصحيفة إلى أن اتفاقات التطبيع، التي وُقّعت أخيراً بين إسرائيل والإمارات وبعض الدول العربية الأخرى، أضعفت من أهميّة الأردن، الذي ظلّ لفترة طويلة يلعب دور «حلقة وصل بين إسرائيل وبقية دول الشرق الأوسط». ربّما يكون اعتقال كلٍّ من رئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، والأمير حمزة، «كَرَمْي عصفورين بحجر واحد»، وفق مجلّة «فورين بوليسي» التي تنقل عن كيرتس ريان، الأستاذ في جامعة أبالاتشيان الحكومية ومؤلف كتابَين عن السياسة الأردنية، قوله: «لا يَظهر الاسمان عادةً في الجملة نفسها»، لكونهما ينتميان إلى عالمين مختلفين، فعوض الله عضو لا يحظى بشعبية في النخبة التكنوقراطية الجديدة، في حين أن قاعدة الأمير حمزة مرتبطة بزعماء القبائل في الأردن.
تأتي الأحداث الأخيرة في وقت حسّاس بالنسبة إلى الطبقة الحاكمة في الأردن، التي تواجه تظاهرات على خلفية القيود المفروضة لاحتواء فيروس «كورونا»؛ إذ تعرّض الاقتصاد الأردني لضربة قوية في العام الماضي، حيث اقتربت نِسَب البطالة من 24%. كما أنها تأتي في وقتٍ تتدهور فيه علاقات الأردن مع إسرائيل. ولكن «استقرار الأردن» يُعدُّ، وفق «بلومبرغ»، أمراً حاسماً للمنطقة، بسبب دور المملكة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ووجودها على حدود سوريا والعراق اللتين مزّقتهما الحرب.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا