في الوقت الذي أعلنت فيه الإمارات قرارها الانسحاب من الحرب على اليمن، منتصف عام 2019، بدأت تفكيك أجزاء من قاعدة عسكرية تديرها في إريتريا، بحسب ما تُبيّن صور للأقمار الاصطناعية من شركة «بلانيت لابز إنك» حلّلتها وكالة «أسوشيتد برس». صورٌ تُظهر هدمَ منشآت في القاعدة التي شُيّدت في مدينة عصب الإريترية على البحر الأحمر في عام 2015، حيث بنت أبو ظبي ميناءً، ووسّعت مهبطاً للطائرات بطول نحو 3500 متر، مستخدمةً المنشأة كقاعدةٍ خلفية لنقل السلاح الثقيل والقوّات السودانية إلى اليمن. وضخّت أبو ظبي ملايين الدولارات لتحسين هذه المنشأة التي تبعد حوالى 70 كيلومتراً من اليمن، حيث بنت ثكنات وحظائر للطائرات وأسيجة عبر القاعدة التي تبلغ مساحتها تسعة كيلومترات مربعة، والتي شيّدتها إيطاليا الاستعمارية في ثلاثينيات القرن الماضي. ومع مرور الوقت، وضعت في المطار دبابات «لوكلير» القتالية، ومدافع «هاوتزر» ذاتية الدفع من طراز «جي 6»، ومركبات قتالية مدرّعة من طراز «بي إم بي-3».
استخدمت أبو ظبي القاعدة العسكرية في عصب لاحتجاز المعتقلين

واستناداً إلى ما سبق، رأى المحلّل لدى شركة «ستراتفور» للاستخبارات، رايان بوهل، أن الإمارات «تقلّص طموحاتها الاستراتيجية، وتنسحب من الأماكن التي كان لديها وجود فيها... نشرها لهذه القوّة الكبيرة عرّضها لمخاطر أكثر مما ترغب الآن في تحمّله»، فيما اعتبر المحلّل الأمني لدى شركة «هوريزن كلينت أكسس»، ألكسندر ميلو، أن أبو ظبي «تحاول فعل ما يفوق طاقتها على المستوى العسكري والاقتصادي... بمجرّد أن اكتشفت أن اليمن لا يستحقّ كل هذا العناء بالنسبة إليها، قرّرت إنهاء الأمر، وأنهته فجأة».
وضمّت الثكنات في القاعدة العسكرية قوات إماراتية وأخرى يمنيّة، فيما صوّرت الأقمار الاصطناعية قوّات سودانية في أثناء نزولها في مدينة عدن الساحلية اليمنية. وتُظهر التسجيلات أن السفينة التي كانت تقلّ الجنود، «سويفت-1»، سافرت ذهاباً وإياباً إلى عصب. واستُهدفت هذه السفينة، في وقت لاحق من عام 2016، من قِبَل الجيش اليمني و»اللجان الشعبية»، فيما قالت الحكومة الإماراتية، حينها، إنها كانت تحمل «مساعدات إنسانية»، وهو ادّعاء لم يُقنع خبراء الأمم المتحدة. كذلك، استخدم الإماراتيون القاعدة لاحتجاز المعتقلين، الذين واجه التحالف السعودي ــــ الإماراتي ضغوطاً دولية متزايدة في شأن إساءة معاملتهم.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا