أدركت الفصائل أنها لم تعد تمتلك ترف الوقت، وخاصة أن الطرف المقابل، أي الأميركي والإسرائيلي، يعمل لفرض وقائع على الأرض حتى يستثمرها الرئيس دونالد ترامب على بعد أقلّ من شهرين من الانتخابات الأميركية المقبلة. لذلك، تسعى الفصائل إلى توحيد برنامج عملها ميدانياً وسياسياً، قبل الانتخابات الأميركية أيضاً، لاقتناعها بأن أيّ إدارة مقبلة لن تُغيّر أو تعلّق قرارات ترامب الحالية.
مشروع أوسلو، الذي كان سبب الانقسام، وصل إلى نهايته، ولم يعد صالحاً للتداول
هذا الواقع يتطلّب، بحسب هنية، إيجاد برنامج سياسي واضح يعتمد على المقاومة، وخاصة أن «خطر صفقة القرن لا يهدّد فتح أو حماس، بل يهدّد السلطة نفسها»؛ أما «مشروع أوسلو، الذي كان سبب الانقسام، فقد وصل إلى نهايته، ولم يعد صالحاً للتداول الداخلي». وأكد هنية نجاح مؤتمر الأمناء العامين في وضعه تصوّراً متكاملاً لإنهاء الانقسام وتفعيل المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى أن حملة الاعتقالات التي شَنّها العدو في الضفة سببها التقارب بين «فتح» و»حماس»، كاشفاً أن سلطات الاحتلال هَدّدت المعتقلين بالسجن في حال شاركوا في أنشطة مشتركة بين الفصيلين.
وخلال لقائه مع الصحافيين، تطرّق «أبو العبد» إلى علاقات حركته مع دول المنطقة، مشدّداً على أهمية دور سوريا، ومعتبراً أنه «لا يمكن لأيّ فلسطيني أن يتجاهل سوريا، لا تاريخها ولا عمقها القومي ولا استضافتها قيادة حماس لعشر سنوات، ونحن نسجّل ذلك لسوريا وللشعب السوري وللحكومة وللرئاسة السورية». وعمّا إذا كانت هناك مبادرة للاتصال بالدولة السورية، قال هنية إن «من غير المناسب الحديث عن ذلك في الإعلام حالياً، ولكلّ حادث حديث».
وفي ما يتعلّق باتفاقية التهدئة مع العدو الإسرائيلي، أوضح أنها تقوم على إلزام الاحتلال بتنفيذ التفاهمات التي اتُّفق عليها سابقاً. أمّا الضمانة لذلك فهي «المقاومة في غزة، فسلاحنا معنا وشبابنا على الأرض، وهم سيجبرونه».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا