تعقد مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، جينا هاسبل، اجتماعات مغلقة اليوم مع أعضاء لجنَتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ، لتقديم إفادة حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وكان بعض المشرّعين قد عبّروا عن غضبهم لعدم مشاركة هاسبل في الإفادة التي أدلى بها وزيرا الخارجية والدفاع في إدارة الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي أمام مجلس الشيوخ بشأن مقتل خاشقجي.
إفادة هاسبل تعقب تقييم الاستخبارات المركزية الأميركية الذي أشار إلى أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، أمر بقتل خاشقجي.
وفي وقت سابق أمس، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إن هاسبل ستعقد جلسة إحاطة في الكونغرس بشأن خاشقجي.
وعقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، يوم الأربعاء الماضي، جلسة إحاطة في مجلس الشيوخ حول التطورات بشأن العلاقة مع السعودية.
وزعم بومبيو، في تصريحات عقب الجلسة، عدم وجود أيّ ربط بين ابن سلمان وقضية مقتل خاشقجي، فيما قال ماتيس إن واشنطن «ليس لديها دليل دامغ» على تورّط ولي العهد في مقتل الصحافي السعودي. وغابت هاسبل عن تلك الجلسة، على الرغم مطالبات أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي بحضورها.
وفي هذا الشأن، انتقد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ تصريحات الوزيرين الأميركيين في جلسة الإحاطة، واعتبروها «غير كافية»، ولا سيما في ظل عدم حضور هاسبل.
بدوره، نفى المتحدث باسم «سي آي إيه»، تيموثي باريت، التقارير التي زعمت بأن «قراراً من البيت الأبيض وراء استبعاد هاسبل من تقديم إحاطة في مجلس الشيوخ».
وقال، في بيان، نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، إنّ «وكالة الاستخبارات المركزية أطلعت بالفعل لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وقادة المجلس (بشأن مقتل خاشقجي) وستستمرّ في تقديم آخر المستجدات حول هذه المسألة المهمة إلى صنّاع القرار والكونغرس».

غراهام: إنكار تورط ابن سلمان «عمى مقصود»
في سياق متصل، وصف السيناتور الجمهوري البارز، ليندسي غراهام، إنكار تورط ابن سلمان بجريمة قتل خاشقجي بمثابة «عمى مقصود». وفي مقال له نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» بعنوان «الكونغرس يشدّد موقفه من السعوديين»، انتقد غراهام ولي العهد. وأضاف إن «تورط النظام السعودي في جريمة قتل جمال خاشقجي، وحملته العسكرية المتهورة في اليمن، وحصاره لقطر، ومحاولة عزل رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري واحتجازه العام الماضي في الرياض) يظهر غطرسته المدهشة، واستخفافه بالمعايير الدولية».
غراهام قال إنه إذا كانت هذه الأفعال تجعل من «سعودية ولي العهد محمد بن سلمان» مصدراً للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فأنا أتساءل كيف سيكون السلوك المزعزع للاستقرار؟
وحذّر من أنّ التقاعس عن محاسبة ابن سلمان سيمنح الطغاة ضوءاً أخضر لتصفية معارضيهم، مشيراً إلى أن الكونغرس يرى أن تصرفات السعودية خلال الفترة الأخيرة لا يمكن قبولها.
وفي السياق ذاته، استذكر غراهام مصادقة مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي لمصلحة تقديم مشروع قرار لإنهاء الدعم الأميركي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
كذلك، أوضح أنه دعم لسنوات النظام السعودي ويتّفق مع ترامب على أهمية الرياض الاستراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، إلّا أنّ مطالبة واشنطن الرياض بعدم الإخلال بالمعايير المتحضرة لا يعني أنها تطلب من السعودية الكثير، وفي المقابل فإنّ قتل صحافي في ممثلية دبلوماسية «عمل همجي».