جاء الردّ التركي على «التشكيك» الفرنسي بوجود تسجيلات تتعلّق بقتل جمال خاشقجي، واتهام باريس لأنقرة بممارسة «ألاعيب سياسية»، سريعاً. يبدو ذلك جلياً من خلال تسريبات حصلت عليها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، وتكشف جانباً من تلك التسجيلات الصوتيّة التي بحوزة السلطات التركية.وكشفت «نيويورك تايمز»، نقلاً عن ثلاثة أشخاص على صلة بالتحقيقات في مقتل خاشقجي، أنّ العقيد السابق في الاستخبارات السعودية، ماهر المِطرب، أحد منفّذي عملية الاغتيال، اتّصل هاتفياً من إسطنبول بمساعدٍ لوليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، طالباً منه إبلاغ «رئيسه» بأنّ المهمة أُنجزت.
وعلى الرغم من أنّ اسم ولي العهد السعودي لم يرد في التسجيل، إلا أن الاستخبارات الأميركية، بحسب الصحيفة، تعتقد بأنّ كلمة «رئيسك»، إنما يُقصد بها ابن سلمان. إلا أنها تقول إنّ التسجيل «قد لا يكون دليلاً لا يمكن إنكاره»، على صلة ابن سلمان بجريمة قتل خاشقجي. غير أن مسؤولاً في الاستخبارات المركزية الأميركية رفض التعليق على ما نقلته «نيويورك تايمز»، التي تعتقد بأنّ السلطات التركية تملك أكثر من تسجيل، وأطلعت الأطراف على ما لديها بشكل انتقائيّ. ولفتت إلى أن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، جينا هاسبل، استمعت إلى تلك التسجيلات خلال زيارتها الأخيرة لتركيا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.


ونقلت «التايمز» عن النائب الديموقراطي، آدم شيف، الذي سيترأس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب خلال الفترة الجديدة من الكونغرس، قوله إنّه حتى الآن، من الصعب على مسؤولي الاستخبارات الأميركية الوصول إلى دليل قاطع يستهدف ابن سلمان مباشرة. وأضاف: «ليس من الواقعية في شيء انتظار تحدّث من نفّذوا هذه الجريمة بشكل واضح وصريح يبيّن الجهة التي أعطتهم الأوامر». وأكّد أنه بمجرّد أن يصبح رئيساً للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، سيتولّى التحقيق في القضية، وسيقوم كذلك بإجراء تحقيق موسّع حول أنشطة المملكة في المنطقة.
ومع ذلك، قال مسؤولون حاليون وسابقون، للصحيفة، إنّهم لا يتوقعون أن يتخلّى ترامب عن دعمه لولي العهد السعودي. وفي هذا السياق، أوضح شيف: «لقد كرّست عائلة ترامب والرئيس اعتماداً كبيراً على ولي العهد لدرجة أنّ العلاقة الآن، في نظرهم، أكبر من أن تفشل». وأضاف المسؤولون أنّ «صانعي السياسة، وليس هاسبل أو دان كوتس مدير الاستخبارات الوطنية، سيقرّرون كيف ستكون العلاقة مع الأمير محمد، وما هي العقوبة التي يجب أن تواجهها السعودية بسبب مقتل خاشقجي».