في انتظار أن يتبلور موقف أميركي واضح في قضية مقتل جمال خاشقجي، سيُعلنه الرئيس دونالد ترامب في وقتٍ قريب، أكّد وزير الخارجية، مايك بومبيو، لوليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، إصرار واشنطن على محاسبة المسؤولين عن مقتل الصحافي السعودي، مشدّداً على وجوب «أن تفعل الرياض المثل».وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، في بيان، إنّ بومبيو أكّد في اتصال هاتفي مع ابن سلمان، أنّ «الولايات المتحدة ستُحاسب جميع المتورّطين في مقتل جمال خاشقجي، وأنه يجب على السعودية أن تفعل المثل»، داعياً، في الوقت ذاته، إلى «إنهاء العمليات العدائية» في اليمن، وبدء مفاوضات.
دعوة بومبيو جاءت غداة تصريحات للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أكّد فيها أنّه أطلع الأميركيين والأوروبيين على تسجيلات تتعلّق بمقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وقال إردوغان، أول من أمس، «استمَعوا إلى المحادثات التي جرت هنا. إنّهم يعرفون»، وذلك بعدما أشار في مقال له نشر يوم الجمعة الماضي إلى أنّ أمر اغتيال الصحافي السعودي «صدر من أعلى مستويات الحكومة».
وفي حين نفى وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أن تكون لدى بلاده تسجيلات تتعلّق بمقتل خاشقجي، أكّد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أنّ الاستخبارات الكنديّة استمعت إلى التسجيلات التركية، وأنها «تعمل عن كثب مع نظيرتها التركية في هذه القضية». وقال من باريس: «كندا مطّلعة تماماً على ما لدى تركيا، وتحدَّثت إلى إردوغان قبل أسبوعين، وهنا في باريس تبادلنا الحديث، وشكرته على قوة رده على الوضع المتعلق بخاشقجي». وأضاف: «ما زلنا منخرطين مع حلفائنا في التحقيقات المتعلّقة بتحديد المسؤول عن قتل جمال خاشقجي ونجري مناقشات مع حلفائنا المتّفقين معنا في أسلوب التفكير بشأن الخطوات التالية في ما يتعلّق بالسعودية».
من جهته، قال لو دريان إن فرنسا ليس بحوزتها تسجيلات تتعلق بمقتل خاشقجي على حد علمه. ورداً على سؤال عمَّا إذا كان إردوغان يكذب، قال لو دريان «يعني هذا أنّ لديه لعبة سياسيّة في هذه الظروف».

هانت في الرياض
(أ ف ب )

وبعد زيارة مبعوث رئيسة وزراء بريطانيا، سايمون ماكدونالد، للسعودية يوم أمس، وصل وزير خارجية بريطانيا، جيرمي هانت، إلى الرياض حيث التقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، على أن يلتقي ولي العهد في وقتٍ لاحق. هدف الزيارة، هو لمطالبة السلطات السعودية بـ«فعل المزيد لضمان تحقيق العدالة لعائلة خاشقجي»، والتشديد على «أهمية تعاون السعودية مع تركيا لإجراء تحقيق كامل وموثوق به»، وفق ما قالت «الخارجية» البريطانية أمس.
وكان هانت قد أكد يوم أمس أن «الأسرة الدولية تبقى متحدة في شعورها بالصدمة والاستياء من القتل الوحشي لجمال خاشقجي قبل أكثر من شهر»، مضيفاً «من غير المقبول أن تبقى ملابسات جريمة القتل هذه غير واضحة». وأكّد أنه «نشجع السلطات السعودية على تعاون كامل مع التحقيق التركي بشأن مقتله، لضمان العدالة لعائلته والعالم الذي يراقب».