لا يزال مصير الصحافي السعودي المفقود جمال خاشقجي مجهولاً، بعد مرور أسبوع على اختفائه، عقب دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول؛ تصريحان لافتان خرقا جمود القضيّة، اليوم، الأول للرئيس التركي الذي تحدّى السعودية بأن تثبت مغادرة خاشقجي مقر القنصلية وفق ما تزعم، والثاني كان تهديد السناتور الأميركي ليندسي غراهام الرياض بعواقب «مدمّرة» على العلاقات بين البلدين، في ما لو صحّت فرضيّة الاغتيال.وبعد ورود تسريبات خلال اليومين الماضيين تفيد بمقتل خاشقجي داخل مقرّ القنصلية السعودية، طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السلطات السعودية بـ«إثبات» مغادرة خاشقجي الممثلية الدبلوماسية في اسطنبول. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، في بودابست، إنه «لا يمكن للمسؤولين عن القنصلية التملّص عبر القول إنّه غادر القنصلية، على السلطات المسؤولة أن تثبت ذلك»، قبل أن يضيف «إذا كان غادر بالفعل، فعليكم أن تثبتوا ذلك بالصور». وتابع أنّه «يجري حالياً درس التنقلات من المطار وإليه. هناك أشخاص قدموا من العربية السعودية. إن النيابة العامة تقوم بدرس هذه المسألة»، إذ إنه «من واجبنا السياسي والإنساني متابعة هذه المسألة».
تصريحات الرئيس التركي جاءت بعدما طلبت أنقرة تفتيش القنصلية السعودية حيث اختفى الصحافي؛ ونُقل الطلب إلى السفير السعودي في أنقرة الذي استُدعي مرة ثانية إلى مقر وزارة الخارجية التركية. وأوضحت مصادر في الوزارة أن مساعد وزير الخارجية التركي، سادات أونال، استدعى السفير السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي إلى مقر «الخارجية» في العاصمة أنقرة أمس، و«تبلّغ بأنّنا نتوقّع التعاون التام من الجانب السعودي في إطار التحقيق».

غراهام يحذّر الرياض
خرق السناتور الجمهوري ليندسي غراهام صمت البيت الأبيض الذي لم يتّخذ موقفاً من قضية اختفاء خاشقجي؛ إذ حذّر السعوديّة من أنّه إذا ما تأكّدت المعلومات التي تفيد باغتيال الصحافي السعودي، فإنّ العواقب ستكون «مدمّرة» على العلاقات بين الرياض وواشنطن. واعتبر السناتور المقرّب من دونالد ترامب أنّ على السعودية تقديم «إجابات صادقة». وقال: «نحن متّفقون على أنّه إذا ما تأكّدت الاتهامات ضدّ الحكومة السعودية، فإنّ ذلك سيكون مدمّراً للعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، وسيكون ثمة ثمن كبير يتعيّن دفعه وليس اقتصادياً فحسب»، مؤكداً أنّ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كروكر، يشاطره الرأي.


قلق عالمي
فيما التزمت واشنطن الحياد، أعربت كلّ من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا عن «قلقها» بعد اختفاء خاشقجي. ووصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون در مول، خاشقجي بأنّه «شخصية سعودية معروفة ومحترمة»، مضيفةً: «نأمل أن تنجلي الأمور بأسرع وقت ممكن».
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية البريطانية اختفاء الصحافي السعودي بـ«الأمر الخطير للغاية»، معتبرة،ً في بيان، أن «هذه المزاعم خطيرة جداً، ونحن على علم بأحدث التقارير المتعلقة بمصير خاشقجي، ونسعى مع الحكومة السعودية إلى كشف الحقيقة بشكل عاجل».
كندا أيضاً اعتبرت أن «المزاعم» حول مصير خاشقجي «مقلقة»؛ وقال آدم اوستن، الناطق باسم وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، إن «المسؤولين الكنديين يعملون بنشاط للحصول على مزيد من المعلومات». وأكدت وزارة الخارجية الألمانية «أهمية الكشف عن ملابسات الحادث بسرعة، وضرورة تعاون كل من في وسعه المساهمة في ذلك».