لم تفلح مساعي وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، للقاء نظيرها السعودي عادل الجبير، لبحث الأزمة التي تمر بها العلاقات بين البلدين، إذ اعتبر الأخير أن مطالبة كندا بالإفراج «الفوري» عن ناشطين سعوديين، هو «أمر شائن»، متسائلاً إن كانت بلاده «جمهورية موز» لتقبل بهذا التدخّل.واعتبر الجبير في كلمة أمام «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك، مساء أمس، أنّ مطالبة كندا بالإفراج «الفوري» عن ناشطين سعوديين، هو «أمر شائن من منظورنا، أن تجلس دولة هناك وتلقي علينا محاضرات ومطالبات... نحن نطالب بالإفراج الفوري والاستقلال (لإقليم) كيبيك وبحقوق متساوية للكنديين من أصل هندي. ما هذا الذي تتحدثون عنه؟». وقال الجبير: «يمكنكم أن تنتقدونا بشأن حقوق الإنسان أو حقوق المرأة... آخرون يفعلون ذلك وهذا حقّكم. يمكنكم الجلوس والحديث عن هذا الأمر، لكن أن تطالبوا بإفراج فوري؟ ما هذا... هل نحن جمهورية موز؟ هل تقبل أيّ دولة بذلك؟ لا! نحن لا نقبل». وأشار إلى «(أننا) لا نريد أن نكون كرة تتقاذفها أقدام السياسيين في السياسة الداخلية الكندية. ابحثوا عن كرة أخرى تلهون بها. إصلاح الأمر سهل للغاية. عليهم بالاعتذار والإقرار بالخطأ».
وكانت وزيرة الخارجية الكندية قد أكدت أول من أمس، أن بلادها «لن تغيّر موقفها الأساسي»، وأضافت أن «كندا ستدافع دائماً عن حقوق الإنسان... نشعر بالتزام خاص تجاه النساء اللاتي يناضلن من أجل حقوقهن في أنحاء العالم». وتابعت فريلاند: «كما نشعر بالتزام خاص تجاه الأشخاص الذين تربطهم صلة شخصية بكندا».
وكانت العلاقات السعودية ــــ الكندية قد شهدت أزمة دبلوماسية حادّة على أثر انتقادات حقوقية وجّهتها الخارجية الكندية وسفارة كندا في الرياض بداية آب/ أغسطس الماضي، استدعت الرياض على أثرها سفيرها لدى كندا، معتبرة أن سفير الأخيرة لديها «شخص غير مرغوب فيه»، على خلفية ما عدّته الرياض «تدخّلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية للبلاد». التدخّل «الصريح والسافر»، برأي الرياض، هو انتقاد كندا اعتقالات شملت سمر بدوي الناشطة البارزة في الدفاع عن حقوق المرأة، وشقيقة المدون السعودي رائف بدوي الذي يقضي حكماً بالسجن عشر سنوات، بسبب آراء معارضة.