وقّعت قطر اتفاقاً مع «بوينغ» لشراء 5 طائرات شحن
في هذا الإطار، أطال أمير قطر في العزف على الأنغام التي تطرب واشنطن لسماعها، مُقدّماً جردة حساب لترامب تُظهر تأدية الدوحة للفروض الأميركية بحذافيرها. أشار تميم إلى «(أننا) تعاونا مع الولايات المتحدة لوضع حد لتمويل الإرهاب عبر المنطقة»، مضيفاً «(أننا) لن نتسامح مع الأشخاص الذي يدعمون أو يمولون الإرهاب»، مبدياً استعداد بلاده لـ«التعاون تماماً مع واشنطن» في المجال المذكور. وأعاد الرجل التذكير بموقع بلاده في خارطة القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، قائلاً إن «مهمة مكافحة الإرهاب تنطلق من قاعدة العديد في قطر» في دعوة مبطنة لترامب إلى إبقاء الدوحة تحت مظلة الحماية الأمنية التي توفرها الولايات المتحدة لحلفائها. وعلى المستوى العملي، لن تتأخر قطر في الاستجابة للرغبات الأميركية، إذ سيتوجب عليها دفع 300 مليون دولار لقاء 5 آلاف نظام من سلاح القتل الدقيق المتقدم الموجّه بالليزر (أبكوس)، فضلاً عن 5 آلاف رأس حربي شديد الانفجار، كانت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، ليل الإثنين - الثلاثاء، موافقتها عليها، واصفة قطر بأنها «قوة هامة من أجل الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج الفارسي». كذلك، سيكون على الدوحة دفع 1.7 مليار دولار لشراء خمس طائرات شحن وقّعت، أمس، خطاب نوايا مع شركة «بوينغ» الأميركية بشأنها، فضلاً عن مبالغ أخرى إذا ما أدت المفاوضات بين شركة «قطر للبترول» (حكومية) وشركة «إكسون موبيل» القطرية إلى منح الأولى فرصة الاستثمار في مشروع مرتبط بقطاع الغاز الصخري الأميركي.
في كل الأحوال، وسواءً أدت مساعي ترامب إلى إعادة لم الشمل الخليجي قريباً، أم لم تفلح في ذلك قبيل الموعد المفترض الجديد لقمة كامب ديفيد، (والذي احتملت صحيفة «واشنطن بوست» أن يَحِلّ من دون أن يكون قد تم إحراز تقدم، وهو ما سيدفع ترامب إلى إدراج الملف على جدول القمة) فإن واشنطن تبدو المستفيدة الأكبر من الأزمة التي يتسابق أطرافها على نيل الرضى «الترامبي»، في مشهدية يُتوِّجها محمد بن زايد بزيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري. وفي انتظار اتضاح نوايا الرئيس الأميركي ومآلات جهوده، يبقى المسرح مفتوحاً أمام الهجمات المتضادة بين السعودية والإمارات من جهة وبين قطر من جهة أخرى، والتي تمثلت أحدث فصولها أمس في تأكيد المستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، الأنباء عن مشروع «قناة سلوى»، قائلاً إن قطر ستتحول إلى جزء من جزيرة سلوى، وإن «التاريخ سيذكر أنه كانت هناك في تلك الأرض دولة». لكن مجلة «فوربس» الأميركية شككت في إمكانية تنفيذ المشروع السعودي أو استمراره، معتبرة أنه يأتي في سياق «المنكافة السياسية فقط».