أعلن الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، خلال الجلسة الافتتاحية لقمة دول مجلس التعاون في الرياض، أمس، والتي تنعقد في ظل توترات إقليمية، أن الخليج مستهدف بأمنه واستقراره، من دون أن يسمّي الجهة التي تستهدفه. وقال عبد الله، في القمة التي تنعقد على مدى يومين وتبحث في الملفات الإقليمية الساخنة، «نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة، وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة، ولا شك أنكم جميعاً تعلمون أننا مستهدفون بأمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا».
وأشار الملك السعودي الى سوريا بطريقة غير مباشرة عبر قوله «من الواجب علينا مساعدة أشقائنا في كل ما من شأنه حقن دمائهم وتجنيبهم تداعيات الأحداث والصراعات ومخاطر التدخلات».

كما دعا دول الخليج الى تجاوز مرحلة التعاون والاتحاد في كيان واحد. وقال «لقد علّمنا التاريخ والتجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا، ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع، وهذا أمر لا نقبله جميعاً لأوطاننا واستقرارنا وأمننا، لذلك أطلب منكم أن نتجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد في كيان واحد»، لكنه لم يحدد شكل الاتحاد أو الآلية التي سيعتمدها أو المراحل اللازمة لذلك.
وكان الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان، يوسف بن علوي بن عبد الله، قد أكّد أنّ القمة ستتطرق الى «كثير من الأوضاع الراهنة التي تفرض نفسها كالعلاقات مع إيران والأوضاع في اليمن وسوريا». وأضاف إن «الكثير من قضايا الشرق الأوسط ستعرض على اجتماع القمة من باب واقع الأمر وواقع الظروف التي تفرض نفسها على اجتماع القمة».
بدوره، أكّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، أن القمة الخليجية ستبحث كل التطورات في الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والدفاعية لدول المجلس. وأشار الى أنّ توصيات في شأن عضوية المغرب والأردن ستُرفع إلى قادة المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث من المتوقع أن يتخدوا قراراً في شأنها.
وفي السياق، قال مدير إدارة مجلس التعاون الخليجي في وزارة الخارجية الكويتية، السفير حمود الروضان، إنّ مصر أيضاً على قائمة الانضمام إلى مجلس التعاون. وكشف أن القمة الخليجية ستناقش مسألة انضمام كل من المغرب والأردن للمجلس، وسط اختلاف في وجهات النظر بين الدول الأعضاء، مؤكّداً في الوقت نفسه أن الاختلاف ليس جوهرياً.
وشدّد الروضان على أنه «لا يجوز الانضمام الفوضوي للمغرب والأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، فنحن مع الانضمام الكلي، لكن يجب أن يكون أولاً عبر شراكة لمدة عامين، وبعدها ينظر بتلك الشراكة في القمة الخليجية لتتحول الى الانضمام التدريجي إلى المجلس في المستقبل». وأشار إلى أن «دول مجلس التعاون الخليجي وافقت على الدعم المالي للأردن والمغرب، لكن دون تحديد أوجه هذا الدعم».
وبشأن انضمام مصر، قال الروضان إن «ضم كل من الأردن والمغرب ومصر يبعد عن مجلس التعاون أيّة شبهة إقليمية، ويُعطيه بعداً عربياً مهمّاً يمثل حقيقته، فهو لم يكن في يوم من الأيام تجمعاً إقليمياً». وهذه القمة هي الثانية والثلاثون للتكتل الخليجي، ويحضرها كل من سلطان عُمان قابوس بن سعيد وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، باستثناء الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي اتصل بالملك السعودي معتذراً وأوفد مكانه نائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وفي بيان لدى وصوله الى الرياض، قال سلطان عُمان قابوس بن سعيد إنه «في ظل التغييرات التي تشهدها المنطقة والعالم، يجب علينا مواصلة العمل الدؤوب والجهود المشتركة بتعزيز أواصر التعاون القائم ما بيننا لما يعود بالخير والمنفعة على الجميع».
(الأخبار)