وصفت واشنطن أمس الاتهامات التي وجهها إليها رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، بالضلوع في قتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي بأنها «سخيفة». وقال المتحدث بلسان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، النقيب جون كيربي، إن «القول بأن القوات الأميركية الخاصة كانت ضالعة في قتل العقيد القذافي أمر سخيف». وأضاف المتحدث في بغداد، حيث رافق بانيتا لحضور حفل إنزال العلم الأميركي إيذاناً بانتهاء الحرب في العراق، «جرى توثيق مقتل القذافي بنحو جيد جداً على مرأى من العالم، بما في ذلك ملابساته والمسؤول عن ذلك».
وتابع أن «الظروف تتحدث عن نفسها بشأن كيف لقي العقيد القذافي مصيره»، مضيفاً «لم تكن هناك قوات أميركية على الأرض خلال العملية الليبية. قدمنا الدعم بالكامل جواً وبحراً».
وكان بوتين قد اتهم خلال جلسة أسئلة وأجوبة سنوية يجريها مع المواطنين الروس، أمس، قوات أميركية خاصة بالضلوع في قتل القذافي، في أول اتهام روسي لواشنطن بذلك. وقال بوتين «من فعل هذا؟ طائرات من دون طيار، منها أميركية، هاجمت الرتل (الذي كان يتحرك فيه)، واستدعت القوات الخاصة التي ما كان ينبغي لها أن تكون هناك أصلاً، لاسلكياً، من يسمّون المعارضة والمقاتلين، وقتلوه من دون محاكمة أو تحقيق».
من جهة ثانية، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، عقب اجتماع مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، أن إيطاليا وليبيا على استعداد «لإعادة تفعيل» معاهدة الصداقة بينهما. وقال مونتي «قررنا إعادة تفعيل معاهدة الصداقة التي توقفت لبرهة، بينما بحثنا مجدداً في السبل الملموسة للتركيز على ليبيا الجديدة». وكان مونتي قد تولّى رئاسة الوزراء بعد خروج برلوسكوني منها.
وبموجب المعاهدة، مُنحت الشركات الإيطالية المليارات من اليورو في تعاقدات مقابل دفع إيطاليا تعويض بقيمة خمسة مليارات دولار لليبيا عن الحقبة الاستعمارية على مدار ربع قرن. كذلك شملت المعاهدة إنشاء طريق ساحلي سريع في ليبيا بامتداد 1700 كيلومتر بتكلفة ثلاثة مليارات دولار، واستقبال ليبيا للمهاجرين غير الشرعيين الذين ترحّلهم إيطاليا بعد وصولهم إليها بحراً من ليبيا.
(أ ف ب، يو بي آي)