إسطنبول | يفتتح «المجلس الوطني السوري» مكتبه في إسطنبول في غضون أيام، ربما فور انتهاء المجلس من مؤتمره الذي ينتهي في 18 من الشهر الجاري في تونس، على أن يكون مدير المكتب، القيادي في «المجلس»، وممثله في تركيا، خالد خوجا. المقر سيكون الأول لـ«المجلس»، باستثناء مقر السفارة السورية في ليبيا، التي يقال إنها سُلمت للمجلس الوطني منذ اعترفت أن طرابلس به، ويهدف إنشاؤه إلى تأمين «المزيد من التواصل» بين أطراف المجلس من جهة، وبينهم وبين الدول الأجنبية من جهة أخرى. وسيكون عنوانه في «برج التجارة العالمي» في إسطنبول، قرب المطار الأساسي في العاصمة الاقتصادية للبلاد، أي «مطار أتاتورك الدولي». وتبدو الوضعية القانونية للمكتب بعيدة عن أن تكون نتيجة لاعتراف تركي رسمي بالمجلس الوطني الذي تأسس في إسطنبول أيضاً مطلع تشرين الأول الماضي. وبحسب مسؤول تركي رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية تحدث لـ«الأخبار»، فإنّ وفد «المجلس الوطني»، عندما زار أنقرة برئاسة برهان غليون قبل فترة، وتحدث مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو عن أهمية افتتاح مكتب له في تركيا، فإنه أعلم السلطات التركية «من باب المجاملة» بأنه يريد فتح مكتب، مشدداً على أن السلطات التركية «من باب المجاملة» أيضاً، لم ترفض الفكرة، مع الإشارة إلى غياب أيّ آلية قانونية فُرض على «المجلس» اتباعها لفتح المكتب المذكور. وبرّر المصدر التركي الموافقة السريعة لأنقرة على فتح المكتب بالقول إنّ تركيا «تدعم المطالب الشرعية للشعب السوري ما دامت سلمية». ولدى سؤاله عن التسمية التي تستخدمها تركيا في تعاطيها مع «المجلس الوطني السوري»، يجيب إن «المجلس» يجري التعاطي معه بوصفه «أحد ممثلي الشعب السوري». وتوقف المسؤول التركي عند أهمية اختيار المعارضين السوريين لإسطنبول كمقر لهم، «رغم أن لديهم اتصالات مع عدد كبير من العواصم الأجنبية، ومع هذا فقد اختاروا الرسو في إسطنبول». تجدر الإشارة هنا إلى أن القوانين التركية تسمح لأي حزب سياسي أجنبي بأن يفتح ممثلية له على الأراضي التركية، شرط أن يتمم مجموعة من الإجراءات القانونية، وهو ما لم يحصل مع «المجلس الوطني السوري». وعن التكاليف المالية لاستئجار أو شراء المكتب الذي يفتتح في غضون أيام في البرج الباهظ الثمن، يجيب المصدر التركي «لا أعرف، لكنني أرجّح أن بعض رجال الأعمال أمّنوا التكاليف».