عقدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أول من أمس، اجتماعاً في جنيف مع وفد من المعارضة السورية، في مقدمهم أعضاء في المجلس الوطني السوري، تخلله تنبيه أميركي إلى ضرورة حماية الأقليات في أي مرحلة مقبلة، بالتزامن مع إعلان كلٍ من واشنطن وباريس عودة سفيرهيما، روبرت فورد وأريك شوفالييه، إلى دمشق. أما العضو البارز في المجلس الوطني السوري، برهان غليون، فجدد في مقابلة مع شبكة «سي أن أن»، أول من أمس، التحذير من مخاطر التدخل العسكري، إلا أنه أشار إلى أن التدخل الإنساني الدولي قد يكون مطلوباً لحماية السوريين من الحملة المستمرة «حتى وإن اضطررنا إلى استخدام بعض القوة».
وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية، في لقاء هو الثاني من نوعه مع المعارضين السوريين خلال ستة أشهر، أن «الانتقال الديموقراطي يتضمن أكثر من إزالة نظام الأسد. إنه يعني وضع سوريا على طريق حكم القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين، بغضّ النظر عن الطائفة أو العرق أو النوع»، في إشارة واضحة إلى وجود مخاوف أساسية على مستقبل سوريا والأقليات فيها في المرحلة المقبلة.
وأضافت كلينتون، وهي تجلس قبالة ستة من أعضاء المجلس الوطني السوري داخل فندق في جنيف، وفي مقدمهم برهان غليون، «تدرك المعارضة السورية الممثلة هنا أن الأقليات في سوريا لديها أسئلة وبواعث قلق مشروعة بشأن مستقبلها، وينبغي طمأنتها الى أن سوريا ستكون أفضل في ظل نظام من التسامح والحرية يوفر فرصاً واحتراماً وكرامة على أساس التوافق، لا بناءً على أهواء ديكتاتور». وأضافت «سنناقش العمل الذي يقوم به المجلس لضمان أن تكون خطتهم التواصل مع كل الأقليات لمواجهة نهج فرق تسد، الذي يتبعه النظام والذي يقوم على الوقيعة بين الجماعات العرقية والدينية».
أما عن كواليس اللقاء الذي تحول إلى اجتماع مغلق، بعيداً عن وسائل الاعلام، وانضم إليه معارضون لم يرغبوا في الكشف عن هوياتهم أمام الإعلام نتيجة إقامتهم في سوريا، فقد نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إشارته إلى أن كلينتون اعتبرت المجلس «ممثلاً قيادياً وشرعياً للسوريين الساعين الى الانتقال السلمي الديموقراطي».
وفيما أشار المسؤول الأميركي إلى أن الوفد لم يطلب تأييداً أو اعترافا أميركياً علنياً، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول أميركي مطّلع على الاجتماع، أن كلينتون تفادت الإجابة على طلب أحد أعضاء الوفد باعتراف الولايات المتحدة رسمياً بالمجلس الوطني. ولفت إلى أن كلينتون كانت واضحة في حديثها عن رغبة الولايات المتحدة في المقام الأول برؤية المعارضة تواصل تنظيم نفسها.
وأشار الموقع الإلكتروني لشبكة «سي أن أن»، نقلاً عن مسؤول أميركي قوله إن أعضاء الوفد أبلغوا كلينتون أنهم يسعون إلى «انتقال سلمي ومنظم»، يؤدي إلى مغادرة الأسد وأفراد عائلته من سوريا بعد نقل السلطة الى حكومة انتقالية مع «صلاحيات محدودة» حتى يمكن عقد الانتخابات.
وتزامن لقاء كلينتون بوفد المعارضة السورية مع إعلان الولايات المتحدة وفرنسا عودة سفيريهما إلى دمشق. وبرر المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، عودة فورد في هذا الوقت بالقول إن الولايات المتحدة «شعرت بأن الحاجة ماسة» لإعادة سفيرها الى دمشق بعدما استدعته الخارجية الأميركية في 24 تشرين الأول للتشاور، الأمر الذي دعا السلطات السورية في حينه إلى سحب سفيرها في واشنطن عماد مصطفى.
وأضاف تونر «نعتقد أن وجوده في البلاد بين أكثر الوسائل الناجعة لتوجيه رسالة مفادها أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب السوري»، لافتاً إلى أن السفير الأميركي سيسعى الى تقديم «تغطية تحظى بصدقية للوضع على الأرض». كما أشار إلى أنه «سينخرط في اتصالات مع كل أطياف المجتمع السوري حول كيفية إنهاء العنف والوصول الى عملية انتقال سياسي سلمية». وشدد على أن واشنطن «ستتابع عن كثب» رصد ما تعتبره تهديدات بحقه.
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، فقد أكد أن المخاوف التي حدت في المقام الأول بفرنسا لاستدعاء سفيرها من دمشق في السادس عشر من تشرين الثاني، لم تختف، لكن «عمله في سوريا مهم».
عودة السفيرين ولقاء كلينتون مع المعارضة كانا جزءاً من المؤتمر الصحافي للمتحدث باسم الخارجية السورية، جهاد المقدسي، الذي قال رداً على سؤال عن عودة السفيرين «نأمل أن تكون عودة السفيرين لمصلحة تحسين العلاقات واحترام السيادة السورية»، داعياً السفير الأميركي إلى إعادة قراءة معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية كي يعرف ما له وما عليه.
وأعرب مقدسي عن أمله أن يكون لقاء كلينتون مع معارضين من الخارج «محضر خير ولهدف إقناعهم بالقدوم إلى طاولة الحوار وليس لتكريس سياسة الإقصاء التي تمارسها هذه المعارضة». وقال «نحن مؤمنون بالحوار، والحل سوري بحت، لكن نودّ أيضاً من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أن تلتزم بميثاقية الأمم المتحدة وهي حفظ الأمن والاستقرار الدولي، وبالتالي عدم اللجوء الى اجتماعات هدفها زعزعة أنظمة، بل الى اجتماعات هدفها إحلال سلم أهلي ومشهد ديموقراطي جديد تؤمن به سوريا قبل أن يسعى إليه الآخرون».
في غضون ذلك، اتهم برهان غليون إيران بأنها «بشكل او بآخر تشارك في قمع الشعب السوري»، من خلال دعمها للأسد، معرباً عن أمله أن «يدرك الإيرانيون أهمية عدم الإضرار بالعلاقات السورية ـــــ الإيرانية، من خلال الدفاع عن نظام بات من الواضح أن شعبه يرفضه، بل أصبح نظاماً لتعذيب شعبه». وبالنسبة الى حزب الله، قال غليون إن «الشعب السوري وقف يوماً ما إلى جانب حزب الله بشكل كامل، لكنهم اليوم مفاجأون من أن حزب الله لم يردّ الجميل ويدعم نضال الشعب السوري من أجل الحرية». ورأى غليون، في مقابلة مع «سي أن أن»، أن التدخل الإنساني الدولي قد يكون مطلوباً لحماية السوريين من الحملة المستمرة «حتى وإن اضطررنا إلى استخدام بعض القوة». وأضاف غليون إن «مسألة التدخل العسكري الأجنبي مسألة خطيرة وحساسة، ولا بد أن تؤخذ على محمل الجد»، لكنه رأى أنه «للأسف، هذا النظام يدفع الشعب إلى طلب التدخل العسكري الأجنبي، والبعض يطالبون بتدخل عسكري أجنبي من دون معرفة العواقب».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)



دعوة للتصويت في الانتخابات البلدية

دعت صحيفة «البعث» أمس السوريين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات البلدية المتوقعة الاثنين المقبل، مؤكدةً أنها «خطوة مهمة جداً على طريق تعزيز اللامركزية والديموقراطية، وتوسيع المشاركة الشعبية، وصولاً إلى وحدات إدارية منتخبة تمتلك الكفاءة والقدرة على وضع خطط التنمية وتنفيذها». .
(أ ف ب)

باراك: النظام السوري محكوم عليه بالسقوط

رأى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أول من أمس أن «مصير الرئيس السوري (بشار الأسد) محكوم عليه بالسقوط، سواء كان ذلك خلال أسابيع أو أشهر». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك وصفه التمرين العسكري الذي أجراه الجيش السوري في نهاية الأسبوع بـ«عرض للعضلات يدل على شعور النظام السوري بقلق وضائقة، لا على الشعور بالأمن»، لافتاً إلى أن سقوط النظام «سيمثّل ضربة قاسية لما وصفه بالمحور المتطرف ولحزب الله في لبنان».
(يو بي آي)

الأردن سيُستثنى من تطبيق العقوبات

أكد الأمين العام لوزارة الخارجية الأردنية، محمد الظاهر، لصحيفة «الرأي» الحكومية، موافقة لجنة التنسيق العربية الخاصة بالأزمة السورية على استثناء قطاعي التجارة والطيران الأردنيين من العقوبات العربية بحق سوريا، مع ضرورة تحديد قائمة محددة بهذه الاستثناءات.
(أ ف ب)

العربي في بغداد اليوم

يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إلى بغداد اليوم لبحث استعدادات العراق لاستقبال القمة العربية المقبلة، وتطورات الأوضاع في المنطقة العربية عموماً وفي سوريا خصوصاً.
(يو بي آي)