تصاعد الجدل في ليبيا حول السلاح المنتشر بين أيدي المجموعات التي شاركت في ثورة 17 شباط على النظام السابق، حتى وصل الى الشارع، حيث تظاهر الشعب الليبي أمس في العاصمة طرابلس، من أجل وضع حد لانتشار السلاح غير الرسمي في الشوارع والأحياء، فيما أكد مسؤولون ليبيون أن الحكومة المؤقتة حددت مهلة حتى أواخر كانون الأول الجاري للميليشيات الآتية من مناطق مختلفة، والتي ما زالت في العاصمة، لتسليم الأمن والعودة إلى مناطقها.وأغلق محتجون أول من أمس عدة طرق في طرابلس، مطالبين بسحب المقاتلين الذين ينتمون إلى مناطق أخرى في البلاد من العاصمة. ولهذه الغاية، التقى رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب مع مسؤولين من المجلس المحلي في طرابلس لبحث سبل إعادة مئات المقاتلين الآتين من خارج المدينة إلى مناطقهم. واتخذ هؤلاء شكلاً أشبه بقوة الشرطة، حيث يقيمون نقاط تفتيش في أنحاء المدينة.
وأظهرت أعمال عنف وقعت في الآونة الأخيرة أن الميليشيات ما زالت أكبر تهديد للأمن الليبي رغم محاولات الحكومة الجديدة للسيطرة عليها.
من جهته، قال وزير الداخلية فوزي عبد العال، إن تطهير طرابلس كلياً من الأسلحة مهمة وطنية يجب أن تشارك فيها جميع الوزارات، ولا سيما الدفاع. وأضاف أن العملية تقتضي استعدادات هائلة. وتابع أنه ينبغي خفض القوة العسكرية الزائدة وإعادة توزيع نقاط التفتيش التي أقامها الثوار، لأن كثيراً منها موجود في مواقع مدنية وعسكرية. وقال إنه يعتقد أن الثوار كانوا يريدون توجيه رسالة محددة إلى كيانات بعينها وإن الرسالة وصلت بوضوح. وأضاف أنه يعتقد أن المسألة ستنتهي بسلام.
في هذه الأثناء، رأى الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفريقيا، ميخائيل مارغيلوف، أن «المهمة الرئيسية للحكومة الجديدة ورئيس الوزراء الليبي الجديد عبد الرحيم الكيب، تتمثل في فرض النظام وإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي في البلاد والإعداد للانتخابات التشريعية والعامة». وقال «نأمل أن تتمكن الحكومة الجديدة من تخفيف احتمال وقوع سيناريوهين تتم مناقشتهما بشكل واسع وهما استمرار الحرب الأهلية أو وصول المتطرفين إلى السلطة».
في هذا الوقت، بدأ وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا ألستير بيرت، زيارة إلى طرابلس أمس قالت وزارة الخارجية البريطانية إنه سيناقش خلالها بناء شراكة جديدة مع ليبيا. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية إن بيرت سيناقش مع الوزراء الليبين «العلاقات في الماضي، والدفع قدماً بعلاقات ثنائية مجددة بين البلدين تركز على التعاون العملي، ويعيد افتتاح المجلس الثقافي البريطاني رسمياً في طرابلس بعدما عاد الكثير من موظفيه الآن إلى العمل هناك».
من ناحية ثانية، أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد المدلسي في باريس أنه يتوقع قيام رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل بزيارة الى الجزائر «قريبا».
من جهة ثانية، حاول مواطنون ليبيون نُقلوا إلى تركيا لتلقي العلاج بعد إصابات تعرضوا لها خلال القتال، اقتحام مقر سفارة بلادهم في أنقرة ومقرّ القنصلية في اسطنبول أول من أمس، احتجاجاً على قلة الاهتمام التي يلقونها من المسؤولين الليبيين. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الشرطة التركية استخدمت رذاذ الفلفل لتفريق المواطنين الليبيين ومنعتهم من الدخول إلى حرم السفارة.
الى ذلك، كشف أمين الحكومة المكسيكية اليخاندرو بيور، عن أن مسؤولين في الاستخبارات المكسيكية كشفوا خطة في ذروة الاضطرابات التي شهدتها ليبيا، لتهريب أحد أبناء الزعيم الليبي الراحل، الساعدي القذافي، وعدد من اقاربه الى المكسيك بوثائق مزورة.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)