تماهى الموقفان الأميركي والتركي إزاء الأزمة السورية، أمس، بإعلان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة وتركيا «تفقدان صبرهما» من نظام الرئيس بشار الأسد، بينما أدلى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان بدلوه في ما يتعلق بالضغوط الغربية لإطاحة النظام السوري. وقال فيلتمان إنّ العالم «يبحث عن طريقة سلمية لإنهاء أعمال القتل والوحشية»، متّهماً ايران «بدعم قتل الشعب السوري». وأوضح فيلتمان، من عمّان، أنه «فيما هدفنا جميعاً إيجاد السبل الكفيلة بوقف أعمال القتل والوحشية، فإننا نبحث عن سبل سلمية للقيام بذلك». وتابع «نعتقد أنّ ما يحدث في سوريا مروِّع»، مكرِّراً أنّ الرئيس السوري «يدفع البلاد نحو العنف والاقتتال الطائفي من خلال ما يقوم به من تصرفات». ورأى أنّه «في حال وجود مراقبين وإعلام (في سوريا)، فإنّ الأجهزة الأمنية التابعة للأسد لن تكون قادرة على العمل بالطريقة التي تعمل بها حالياً». وأضاف إنّ «السماح بدخول المراقبين ووسائل الإعلام هو طريقة سلمية لوقف هذه الحلقة المفرغة من العنف، التي يبدو أن الأسد يدفع سوريا باتجاهها». بدوره، حذّر بايدن، في ختام زيارته لتركيا، من أن واشنطن وأنقرة «تفقدان صبرهما من النظام السوري، الذي لا يكتفي بكونه مصدر انعدام استقرار لسوريا فحسب، بل هو يهدّد بتأجيج النزاعات الطائفية في المنطقة»، وفق تعابيره. وأشار بايدن إلى أنّ اجتماعاته التركية تناولت «مسألة القمع الوحشي في سوريا، وهو موضوع توافقت آراؤنا في شأنه مع تركيا، ونحن نفقد صبرنا ونطلب من الرئيس (بشار) الأسد التنحّي». وقد سجّل رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ظهوره العلني الأول منذ إجرائه عملية جراحية الأسبوع الماضي، عندما اجتمع أول من أمس مع بايدن في منزله بحيّ عشق آدار في إسطنبول، في لقاء دام ساعتين، تخلّله موقف موحَّد من الإدارتين الأميركية والتركية إزاء الأزمة السورية، إضافة إلى تجديد بايدن تهنئة تركيا على موقفها المناهض لحكم الرئيس السوري، وفق ما نقلته صحيفة «حرييت دايلي نيوز».على صعيد آخر، ورداً على قرار دمشق تعليق اتفاق التجارة الحرة مع تركيا، رأى وزير الاقتصاد التركي ظافر شاغلايان أن سوريا «تعاقب شعبها» من خلال هذا الإجراء. وأوضح الوزير التركي أن «تعليق الاتفاق يعني أن سوريا ستكون أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل اقتصادية، حيث إنها تعاني حالياً مشاكل تتعلق بالمشتريات».
(أ ف ب، يو بي آي)
1 تعليق
التعليقات
-
لهذه الاسباب لن تتورط تركيا بانشاء منطقه عازله.عندما انزلقت تركيا واخذت تتورط تدريجيا بالشأن السوري كان الجميع يسارع بالتنبؤ من ان تركيا وبالتعاون مع الحلف الاطلسي ستعمد الى فرض منطقه عازله في شمال سوريا. وانا كنت مطمئن من ان هذا الخيار لن يتحقق . ولكن لماذا لن يتحقق هذا الامر؟ اقول لن يتحقق لان مثل هذه المنطقه ستكون موجهه ضد تركيا قبل ان تكون موجهه ضد سوريا . ان مثل هذه المنطقه ستكون قاعده لانطلاق ثوار اتراك . وتحت عناوين عديده. فهل ستلام سوريا وقتها من ان عناصر حزب العمال الكردستاني سيملأون هذه المنطقه والسلاح سيكون موجود و الاعلام سيكون محضر لتغطيه نشاطهم.وهل سيكون الاتراك وقتها بمأمن من االانفلات الامني . واذا قبل السيد اردوغان ان يدخل هذه المغامره هل ستقبل مؤسسه الجيش التركي بهذا؟ ولنذكر جيراننا الاتراك فقط برسم الجيره . من ان الغرب كان قد ورط دول عربيه واسلاميه في حربهم المقدسه لنصره الاسلام في افغانستان . الى ان جاء اليوم اللذي اذاق فيه هؤلاء المجاهدين العائدين لدولهم الويل ولعنوا فيه تلك الساعه اللتي صدقوا فيه امريكا والغرب . واليوم ما اشبهه بالامس.