فيما يجري رئيس الوزراء المكلف، محمد سالم باسندوة، مشاوراته للاعلان عن تشكيلته الحكومية خلال الأيام المقبلة، طغت الأحداث في محافظة صعدة على المشهد اليمني أمس، بعد تجدد القتال بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج، وتوجيه أتباع التيار السلفي تحذيرات لجماعة «أنصار الله» وصلت إلى حد التلويح باعلان الجهاد ضدهم. وحذر بيان صادر عن مؤتمر «نصرة المظلومين في دماج»، الذي عقد أمس في صنعاء وضم حوالي خمسة آلاف رجل من أتباع التيار السلفي، أنه «في حال استمرار الحوثيين في عدوانهم وحصارهم وفرض العقاب الجماعي على الناس، فإن من حق هؤلاء المظلومين في دماج وغيرها من المناطق الدفاع عن أنفسهم بكل الطرق المشروعة»، فيما ذهب الشيخ يحيى الحجوري الذي يدير معهد «دار الحديث» في دماج إلى أبعد من ذلك، ودعا المجتمعين في رسالة إلى أن «يهبوا لنداء الجهاد في سبيل الله».
وأضاف أن «قتال الرافضة الحوثيين من أعظم الواجبات ومن أعظم المقربات إلى ربنا لأنهم بغاة علينا وزنادقة»، وذلك بالتزامن مع اعلان متحدث باسم السلفيين، يدعى أبو أبو اسماعيل أن 26 شخصاً على الاقل أصيبوا أمس عندما تجدد قصف الحوثيين على المنطقة.
من جهته، قال المتحدث باسم المؤتمر، محمد العماري، إن «سبعة الآف شخص على الأقل، بينهم اطفال ونساء، محاصرون، ومن ضمنهم أميركيون وفرنسيون روس وإندونيسيون وماليزيون»، لافتاً إلى أنه «ليس لديهم غذاء أو أدوية ويتعرضون للقصف يومياً من قبل الحوثيين». وذكر العماري أن «26 شهيداً على الأقل سقطوا في قصف الحوثيين لمعهد دار الحديث، بينهم أميركيان وفرنسي روسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين».
كذلك اتهم العماري الحوثيين بالسعي الى «اقامة دولة شيعية في شمال اليمن وجنوب السعودية»، نافياً في الوقت نفسه تصريحات للحزب الحاكم تفيد بأن «القاعدة دخلت على الخط في صعدة»، لافتاً إلى أن «العشرات من اهالي المحاصرين زحفوا الى المنطقة لنصرة ابنائهم لكنهم لم يدخلوا».
في المقابل، نفى المسؤول عن وفد الحوثيين في ساحة التغيير التي يعتصم فيها معارضو الرئيس اليمني في صنعاء خالد المداني، وجود أي حصار، مشيراً إلى أن «الاخوان (الحوثيين) يمنعون دخول السلاح وليس من أخلاقهم أن يمنعوا الطعام والأدوية عن الأطفال».
ولفت المداني إلى أن اتباع التيار السلفي في دار الحديث مسلحون ومدربون على القتال والقنص وقد «حصل تمترس وعمليات قنص على إخواننا ما أسفر عن ضحايا في صفوفهم». وحذر من أن دار الحديث كان يدير «عملية تحريض مذهبية»، مشيراً إلى «فتاوى في كل مكان تكفر الناس»، ومتهماً السلفيين في صعدة بأنهم «تابعون للنظام».
في غضون ذلك، طالب الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي بالانفصال عن اليمن خلال تجمع في عدن بمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة والاربعين لاستقلال الجنوب عن الاحتلال البريطاني. وهتف شبان في ميدان كريتر في عدن «الشعب يريد تحرير الجنوب»، رافعين علم «جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية».
من جهته، بعث نائب الرئيس اليمني السابق، علي سالم البيض، برسالة إلى أبناء المحافظات الجنوبية جدد فيها العهد «بأننا معكم وبمعيتكم في درب النضال والثورة، حتى تتحقق كل آمالنا الوطنية في الاستقلال»، مطالباً «جميع الدول العربية والاسلامية بالوقوف مع الحق الجنوبي».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)