أكد نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن، أمس، في بغداد أن الانسحاب الأميركي من العراق يطلق «مساراً جديداً بين دولتين تتمتعان بالسيادة»، مشدداً على أن هذه «الشراكة» تشمل «علاقة أمنية قوية»، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن «العراق والولايات المتحدة ملتزمان بإقامة شراكة متينة وعلاقات قائمة على أساس المصالح المشتركة من شأنها ان تستمر في التنامي لسنين مقبلة». وقال بايدن، الذي وصل الى بغداد أول من أمس في زيارة مفاجئة، إن «قواتنا تغادر العراق ونحن نطلق مساراً جديداً معاً ومحطة جديدة في هذه العلاقة، علاقة بين دولتين تتمتعان بالسيادة». وأضاف، خلال افتتاح اجتماع لجنة التنسيق الأميركية العراقية العليا، أن «هذه الشراكة تشمل علاقة أمنية قوية تستند الى ما تقررونه أنتم والى مقاربتكم لشكل هذه العلاقة».
وتابع بايدن «سنواصل المحادثات مع حكومتنا حول أسس ترتيباتنا الأمنية، بما فيها التدريب والاستخبارات ومكافحة الارهاب»، مشيراً الى أن «اللجنة العليا ستشكل محور كل هذه الجهود». وأضاف ان اوباما والمالكي «متفقان على ان سحب قواتنا لا يصب في مصلحة العراق فقط، بل ايضا في مصلحة الولايات المتحدة»، مضيفاً انه «خلال شهر ستكون قواتنا قد انسحبت من العراق لكن شراكتنا الاستراتيجية ستتواصل».
وفي ختام اجتماع اللجنة، قال نائب الرئيس الاميركي ان العلاقة «الجديدة» بين الولايات المتحدة والعراق «ستكون أيضاً في صالح المنطقة والعالم». ورأى ان «حجم مهمتنا المدنية في العراق» التي تشمل اكبر سفارة في العالم «يتناغم مع المتطلبات... والوعود التي تحدثنا عنها»، مشيراً الى انه «سيتواجد لنا ايضا هنا خبراء في المجالات التي ناقشناها كلها».
بدوره، أكد رئيس الوزراء العراقي، في بيان صدر عن مكتبه، أن «البلدين دخلا في مرحلة جديدة من العلاقات وأمامهما فرصة تاريخية لتعزيز العلاقات في مجالات أبعد من المجال الأمني لتشمل مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة والقضاء والبيئة والطاقة ومجالات مهمة اخرى».
وقال «إن ثمرة التعاون في المجال العسكري ان نرى الشركات الأميركية تتزاحم مع الشركات العالمية الاخرى في العراق».
في غضون ذلك، تظاهر المئات من اتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في عدة مدن عراقية خصوصاً في البصرة والنجف وفي حي مدينة الصدر في شرق بغداد. ووصف المتظاهرون في لافتات وشعارات رددوها زيارة بايدن للعراق بأنها تمثل «زيارة الشر».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)