فجأة، قرر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تحسين علاقة سلطته مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. جاءت هذه الخطوة، وفق ما يرى مسؤولون في «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس»، على وجه «النكاية»، من بعد زيارة رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، للمملكة السعودية.
بالطبع، أنكر رجال عباس فكرة استغلال السلطة «توتر العلاقة بين حماس وإيران لحسابها الشخصي»، كما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني. وراحوا يشرحون كيف أن إيران، التي كانت في الأمس القريب تتحدث عن تسليح الضفة المحتلة حيث مقر السلطة وساحتها، صارت قوة إقليمية بعد الاتفاق النووي، يجب التعامل معها.
برغم ذلك، فإن خطوة كذلك من المفترض أن «تغيظ» إسرائيل لن يقدم عليها عباس إلا ضمن الحدود المرسومة لدور السلطة. وما يقدم الآن ظاهرياً هو أن رام الله، بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات، استدركت أن إيران أصبحت دولة إقليمية فاوضها العالم أجمع ويجب إعادة العلاقة معها، لذلك كلف «أبو مازن»، مجدلاني، التواصل مع طهران وترتيب الزيارة التي من المفترض أن تكون في شهر تشرين الأول المقبل.

اقتُرح انتداب
السفير الإيراني في الأردن كسفير غير
مقيم لدى فلسطين

مجدلاني ذهب أبعد من ذلك، وقال في حديث صحافي، إن السلطة تدرس «إمكانية أن يكون السفير الإيراني في الأردن، سفيراً غير مقيم لدى دولة فلسطين». واعتبر أن هذه الخطوة «تأتي في إطار تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين». في الوقت نفسه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عباس زكي، أنه سيرأس وفداً إلى طهران لترتيب زيارة عباس. وقال زكي في حديث لإذاعة محلية: «تطوير علاقتنا مع إيران هو ممر إجباري إن أردنا مواجهة الاحتلال الإسرائيلي». وفيما كانت السلطة تعلي نفسها وتقدم مبررات «وطنية» وأخرى «إقليمية» لهذا الخرق الجديد في أدائها السياسي، كان النائب عن مدينة طهران في مجلس الشورى الإسلامي، روح الله حسينيان، يعلن أن 100 نائب في المجلس وجهوا رسالة إلى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أكدوا فيها ضرورة «تسليح الضفة ودعم تيار المقاومة في المنطقة ضد الكيان الصهيوني». وقال حسيني في تصريح لوكالة «مهر» الإيرانية أمس، إن «الرسالة تؤكد ضرورة تسليح الضفة ودعم الدول والحركات التي تحارب الكيان الصهيوني».
وبينما تؤكد مصادر إيرانية لـ«الأخبار»، أن وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، أعطى إشارة لقبول طهران زيارة عباس، فإن المواقع الإعلامية التابعة لـ«حماس» نقلت أنباءً عن مسؤولين إيرانيين آخرين طمأنوا الحركة إلى أن الزيارة لم تقبل، بعدما كان أعضاء في المكتب السياسي للحركة قد عبروا عن اعتقادهم بأن الزيارة هدفها التشويش على «حماس» وعلاقتها بإيران.
وكانت مشكلة السلطة الأساسية مع طهران، اعتبار «أبو مازن» أن الأخيرة تسعى إلى تقويض سلطته والإضرار بالمصالح العليا للسلطة عبر دعمها المقاومة في الضفة، وخصوصاً «كتائب شهداء الأقصى» التي عمل عباس على تفكيكها، كذلك رأى في الدعم الإيراني لحكومة «حماس» في غزة ضرباً للشرعية التي يتمسك بها.
في سياق آخر، التقى عباس، أمس، زعيم المعارضة في الكنيست الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الذي أعلن بعد اللقاء أنه «اتفق مع الرئيس الفلسطيني، على ضرورة منع قيام انتفاضة ثالثة، من خلال محاربة الإرهاب، والمضي قدماً في مفاوضات السلام». كذلك أكد عباس، «التزام عملية السلام، وفق قرارات الشرعية الدولية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، على حدود عام 1967».
على صعيد آخر، لا تزال قيادات «حماس» في غزة تنتظر إذن «المخابرات العامة المصرية» للسفر. وقد قال عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، إنه «لا يوجد أي جديد حول سفر وفد الحركة للخارج». وأوضح أبو مرزوق في تصريحات صحافية، أن «وفد الحركة لم يغادر القطاع بعد لبدء جولته الخارجية (قطر، وتركيا، وإيران) كما كان متوقعاً اليوم (أمس)».
(الأخبار)