نبهت المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري، بثينة شعبان، من مخاطر ما يجري في مدينة حمص، نافيةً استهداف الجيش والأجهزة الأمنية للمتظاهرين، مشيرةً إلى احتمال قيامها بزيارة السعودية، فيما أعادت كل من الصين وروسيا تجديد رفضهما التدخل الخارجي في سوريا ودعمهما للمبادرة العربية.
وأكدت شعبان، في مقابلة مع صحيفة «اندبندنت»، أن الوضع في حمص مسقط رأسها «فظيع، وأن الجيش السوري يتعرض لهجمات في جميع أنحاء البلاد وكذلك أي شخص لديه لوحة تسجيل عسكرية على سيارته». وأشارت إلى أن «هذا لا علاقة له بالتظاهرات السلمية وهو أخطر شيء يحدث الآن في سوريا»، مشددةً على أن «جميع السوريين يريدون العيش بسلام والمضي قدماً في الاصلاحات والتعددية، لكن هذا العنف ليس هو مقدمة للديموقراطية».
ولفتت شعبان إلى أن «من الواضح أن هناك قطاعاً يهتم بالصراع وليس بالاصلاحات». كذلك رفضت ما يتردد عن قيام الجيش والأجهزة الأمنية باستهداف المتظاهرين السلميين وإجبار آلاف السوريين على النزوح إلى تركيا وغيرها، مشيرةً إلى أن «الجيش والأجهزة الأمنية قدما تضحيات رهيبة في وقت مبكر من الأزمة وطُلب منهما عدم اطلاق النار على المتظاهرين، كما أن المدنيين السوريين الذين ذهبوا إلى تركيا عادوا وقالوا إن الأتراك وعدوا بمنحهم جوازات سفر وأشياء كثيرة وتبين لهم أنها غير صحيحة».
وحول العلاقة مع تركيا، قالت شعبان «أجد موقف تركيا لغزاً، لأن سوريا فتحت للأتراك البوابة الأمامية للعرب وسمحت لهم بالمجيء إلى هنا من دون تأشيرة، وغمرت بضائعهم أسواقنا،...». وبعدما قالت «لا أعرف ما في الكعكة بالنسبة إلى تركيا»، أضافت «نحن لم نفعل أي شيء لإثارة هذا الموقف من تركيا». أما في ما يخص قطر، فأوضحت شعبان أن «موقف قطر يدعو إلى الاستغراب، لكن اجتماع الاربعاء الماضي مع وفد الجامعة العربية بقيادة قطر تم على ما يرام، وأعتقد أن الوفد جاء إلى دمشق مع موقف ايجابي، فسوريا دولة مهمة جداً في العالم العربي وأي شيء يحدث فيها من شأنه أن يؤثّر على جميع العرب». وأعلنت أنها تخطط لزيارة محتملة للسعودية، نافيةً امتلاكها أموالاً في أي مكان في العالم لوضعها على لائحة العقوبات الاميركية.
من جهته، واصل نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، مشاوراته في روسيا بلقاء المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية أندريه دينيسوف، وميخائيل بوغدانوف، وذلك بعد يوم واحد من تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعم روسيا لجهود جامعة الدول العربية، الساعية إلى التوصل لوفاق وطني في سوريا.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية كاثرين فان دي فيت، في حديث إلى وكالة «UPI» أن «سفير بلادها لدى دمشق روبرت فورد، طلب العودة إلى واشنطن لإجراء مشاورات لأن الوضع في سوريا متوتر جداً، ولم يُستدع من هناك، وسيعود إلى العاصمة السورية بعد انتهائها».
ولفتت إلى أنه «كانت هنالك أخيراً حملة من التحريض قادها النظام السوري واستهدفت السفير فورد شخصياً في وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية أثارت قلقنا إزاء الوضع الأمني للسفير فورد، وطالبنا الحكومة السورية بأن توقف على الفور حملتها من الدعاية الخبيثة والمضللة ضده».
في غضون ذلك، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة نيتها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني تحت إشراف الجامعة، بالتزامن مع لقاء جمع أعضاءها بالمبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط وو سيكه، الذي أكد أن «بلاده تدعم جهود جامعة الدول العربية من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا، وتجنباً للتدخل الأجنبي فيها». وقال عضو الهيئة، عبد العزيز الخير، «نقلنا للموفد الصيني موقفنا الذي يحمّل النظام كل المسؤولية عما يجري في البلاد، والمطالب بوقف فوري للحل العسكري». وأضاف «أبلغنا المبعوث الصيني أن الدعوة إلى الحوار تتطلب توفير مناخ يسمح بإطلاق عملية سياسية واضحة المعالم وهي إقامة نظام ديموقراطي برلماني تعددي».
من جهتها، نقلت صحيفة «الرأي» الكويتية عن المنسق العام لهيئة التنسيق، حسن عبد العظيم، تأكيده أنه «إذا ما انتهت زيارة الوفد العربي إلى اتفاق على عقد مؤتمر الحوار تحت رعاية الجامعة العربية في دمشق وليس في القاهرة كما هي الحال في المبادرة، فإن هيئة التنسيق ستشارك في هذا المؤتمر».
من جهته، استنكر التيار الثالث من أجل سوريا التسمية التي اطلقها المحتجون «جمعة الحظر الجوي» بوصفها تمثل مطالبة علنية واضحة وصريحة بالتدخل العسكري الخارجي في البلاد، في وقتٍ سجل فيه أمس سقوط عدد من القتلى والجرحى وفقاً لما تناقلته وكالات الأنباء العالمية، فيما نفى مصدر سوري رسمي وقوع أي قتيل في سوريا، طالباً إعطاء اسم قتيل واحد.
وأشار موقع «سيريا نيوز» إلى تقارير إعلامية تحدثت عن «أن مناطق مختلفة من سوريا شهدت تظاهرات احتجاجية تخللها إطلاق نار، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى». ونقلت وكالة «يونايتد برس انترناشونال» عن عضو هيئة التنسيق السورية عبد العزيز الخير أن 9 قتلى على الأقل سقطوا في مدينة حماه، فيما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن المرصد السوري لحقوق الانسان ولجان التنسيق المحلية قولهم إن عدد القتلى يراوح بين 29 و 37، معظمهم في حمص وحماه.
من جهته، أفاد مصدر أمني عن خروج تظاهرات في حمص وريف كل من إدلب وحماه ودرعا، مشدداً على أن أعداد المتظاهرين في تناقص واضح عن الأسبوع السابق. كذلك تحدث مصدر محلي في دير الزور عن خروج تظاهرات، مشيراً إلى أنها «شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الامن وعناصر منشقين عن الجيش يقومون بحماية التظاهرات».
في هذه الأثناء، نقلت «سانا» عن مصدر أمني قوله إن «عناصر قوات حفظ النظام أصيبوا بجروح برصاص مسلحين في حي القصور بحماه في الوقت الذي فككت فيه احدى وحدات الهندسة عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة في دوما بريف دمشق».
كذلك نفى مصدر رسمي في محافظة حمص الأنباء التي نقلتها قناة الجزيرة حول تحليق للطائرات في أجواء مدينة حمص وريفها، فيما نفى مدير مؤسسة الاتصالات كفاح لبابيدي في حلب ما تناقلته قناة العربية حول قطع الاتصالات في منطقة مارع شمال شرق حلب. من جهته، أشار موقع «سيريا نيوز» إلى اصابة خمسة مواطنين بجروح إثر سقوط قذائف أطلقها مسلحون على بيوتهم في مدينة حمص.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)