أعلن المفاوض الفلسطيني، صائب عريقات، أمس، أن رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو عرض عبر وسيط أجنبي وقفاً جزئياً لعمليات بناء المستوطنات في الضفة الغربية من أجل فسح المجال أمام استئناف المفاوضات، وهو ما أكّدته أيضاً صحيفة «هآرتس» نقلاً عن مصادر اسرائيلية، مشيرةً الى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يرفض الفكرة واقترح خطوات ولو رمزية، لكن مكتب نتنياهو نفى.
وقال عريقات إن العرض الاسرائيلي جاء الشهر الماضي عبر وسيط أجنبي حمل رسالة من نتنياهو. وأوضح أن الفلسطينيين رفضوه لأنه يطبق فقط على البناء الحكومي، فيما غالبية البناء الاستيطاني (أكثر من 80 في المئة) تقوم به شركات خاصة، بحسب حركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان. وقال عريقات «اذا أراد نتنياهو أن يستأنف المفاوضات فعليه أن يقول إن البناء في المستوطنات قد توقف، ومن بينها القدس والاعتراف بحدود عام 1967». وأشار الى أن نتنياهو «يتحمل وحده المسؤولية عن تدمير عملية السلام»، وأنه «اختار المستوطنات بدلاً من السلام».
ونقلت صحيفة «هآرتس»، بدورها، عن مسؤول اسرائيلي أن نتنياهو أعرب عن استعداده لتجميد محدود للاستيطان في الضفة يشمل بناء مبان عامة وأراضي تسيطر عليها الدولة، لكنه ليس مستعداً لوقف «أعمال البناء من قبل متعهدين خاصين على أراض يملكها أفراد». ووفقاً لـ«هآرتس»، فإن الاقتراح الجديد نقلته إلى الرئيس الفلسطيني وزيرة الخارجية الكولومبية ماريا أنخيلا هولغيون في زيارتها لرام الله. ولقيت جهود الوساطة التي تقوم بها كولومبيا تأييداً من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وقال نتنياهو لهوليغوين «إنني مستعد لأن أوقف كل ما تبنيه الحكومة أو ما يبنى في أراضٍ حكومية، لكني لا أعتزم وقف أي بناء لمبادرين شخصيين على أراضٍ خاصة». وبحسب مصدر «هآرتس»، فإن أقوال نتنياهو جاءت بعدما أبلغته هوليغوين بأن عباس، الذي التقته في رام الله، كان في مزاج مكفهر جداً، وأنه بدا «يائساً وبائساً». وأضاف المصدر الاسرائيلي أن تقارير مشابهة حول مزاج عباس وصلت إلى إسرائيل من دبلوماسيين غربيين، وأن أحد التقارير هاجم نتنياهو بشدة وقال إن «عملية تبادل الأسرى جعلت عباس يغرق في كآبة عميقة». وأشار الى أن هوليغوين قالت إن عباس يهدد بالاستقالة من منصبه رئيساً للسلطة الفلسطينية، بينما رد نتنياهو بالقول إن «هذه ليست المرة الأولى ولن تكون المرة الأخيرة».
وأضافت الصحيفة أن عباس عقّب على المبادرة الكولومبية بالقول إنه لا يعارض استئناف المفاوضات، لكن هذا يوجب أن يقوم نتنياهو بخطوات في موضوع البناء في المستوطنات «وحتى لو كان ذلك من خلال لفتات رمزية تسمح له بأن يطرحها كإنجاز أمام الرأي العام الفلسطيني» وعقّب مكتب نتنياهو على تقرير «هآرتس» بالقول إن «رئيس الحكومة نتنياهو لم يقترح تجميداً آخر، وموقف إسرائيل لم يتغير ويقضي بالبدء فوراً بمفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية من دون شروط مسبقة».
في هذه الأثناء، يجري نائب وزير الخارجية الاسرائيلي، داني أيالون، لقاءات مع مسؤولين في ألمانيا يوم غد في محاولة لتخفيف التوتر بين الدولتين. وقالت «هآرتس» إن زيارة أيالون لبرلين هي ردّ فعل على المحادثة الهاتفية المتوترة التي جرت بين ميركل ونتنياهو قبل أسبوعين في أعقاب إعلان إسرائيل المصادقة على مخطط بناء استيطاني جديد في مستوطنة «غيلو» في جنوب القدس الشرقية المحتلة.
وأعلن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن الفلسطينيين يريدون من مجلس الأمن أن يتخذ قراراً بشأن سعيهم إلى الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة في وقت قريب حتى يمكنهم انتهاج خيارات أخرى، من دون أن يحدد ماهيتها.
(أ ب، أ ف ي، يو بي آي، رويترز)