من بين الأسرى الذين شملتهم صفقة التبادل وعاد إلى ذويه، أمس، المواطن السوري وئام عماشة (من مواليد عام 1981)، ابن الجولان المحتل، وهو الذي أمضى أكثر من 10 سنوات في السجن بتهم تشكيل خلية لمناهضة الاحتلال والارتباط بمنظمات محظورة، والتخطيط لعملية اختطاف جندي اسرائيلي، وهو ما كانت نتيجته إصدار حكم بسجنه لمدة 21 عاماً ونصف العام عام 2005. عاد عماشة إلى قرية بقعاتا الجولانية أمس، مثلما أراد أن يعود، على وقع هتافات مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيدة لشعارات الانتفاضة السورية.
من هنا، جمعت قضية الأسير المحرر عماشة ما بين مسألتي الاحتلال ومناهضة الأنظمة العربية القائمة، وقد ترجم الرجل قناعاته بإعلانه إضراباً عن الطعام في23 أيار الماضي «تضامناً مع مطالب الثورة السورية بالعدالة الاجتماعية والحرية السياسية»، وسبق له أن أوضح موقفه تجاه الأحداث في بلده في بيان جاء فيه «أعلن من داخل زنزانتي في السجون الإسرائيلية، الإضراب عن الطعام احتجاجاً على ما يمارسه النظام السوري من اعتقال تعسفي وسفك دماء السوريين العُزل وصل حد المجازر الجماعية. وتضامناً مع المحتجين ودعماً لمطالبهم بالحرية والكرامة الوطنية، وانطلاقاً من قناعتي الراسخة بأن الحرية والديموقراطية والتعددية السياسية والانتقال السلمي للسلطة وبناء الدولة المدنية الحديثة لهي أهم توازن استراتيجي يمكن أن تحدثه سوريا على الإطلاق في مواجهة تحديات العصر، وفي مواجهة العربدة والبطش الإسرائيلي لاستعادة الأراضي العربية المحتلة». وفي رسالة نقل مضمونها محامي عماشة، جزم الأسير قبل تحريره بأن «الثورة السورية هي صاحبة رؤية تغيير شكل الحكم من نظام الحزب الواحد الشمولي الى دولة مدنية حديثة ديموقراطية تضمن مشاركة الشعب»، مؤكداً أن «النظام السوري لديه ازدواجية بالمعايير، فمن ناحية هو يدعي حماية المقاومة، ومن ناحية أخرى يقمع ويقتل ويسلب الحريات». وقد نقلت مصادر، مضمون طلب وجهه الأسير عماشة لأنصاره وذويه في الجولان بعدم السماح بأي مظاهر مؤيدة للنظام السوري خلال استقباله، وكان لافتاً عدم تركيز الاعلام السوري الرسمي على شمول صفقة الأسرى المحرر عماشة. وبالفعل، استقبل أنصار عماشة أسيرهم فور خروجه من مركز شرطة مستوطنة «كاتسرين»، بهتافات «الله سوريا حرية وبس» و«يا درعا إحنا معاكي للموت» وهتافات أخرى مؤيدة للمتظاهرين السوريين.
(الأخبار)