عمان | تعرض مهرجان «الفساد هو قمة التطرف» الذي دعا اليه أبناء العشائر في قرية سلحوب (شمال)، أول من أمس، للاعتداء على أيدي بلطجية، ما أدى الى وقوع إصابات لدى العديد من المشاركين في المهرجان اضافة الى تكسير معدّات الصحافيين، قبل أن يتطور الاعتداء الى إطلاق نار. وأمطرت الحجارة الكثيفة من كل الاتجاهات المهرجان والمشاركين فيه. وحاول البلطجية الاعتداء على الصحافيين وتكسير كاميراتهم، كما تعرّضت سيارات المشاركين للرشق بالحجارة، ما أدى الى تكسير زجاج العديد منها. وسُمع دوي إطلاق كثيف للأعيرة النارية، قبل أن تتدخل قوّات الدرك للسيطرة على الأحداث ومنع تطورها. وخلف الاعتداء عشرات الإصابات في صفوف المشاركين.
وشارك في المهرجان اللواء المتقاعد موسى الحديد والنائبان السابقان عدنان السواعير وعلي الضلاعين، وعدد من المتقاعدين العسكريين، كما شارك رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني أرشيد.
وكان قد سبق المهرجان تهديد من شباب عشيرة «بني حسن» التابعين للحركة الإسلامية، بحيث حذروا من المشاركة في المهرجان، مؤكدين أنهم لن يسمحوا بتمرير المخططات من أراضيهم وتجمعاتهم السكانية. لكن ائتلاف تجمعات أبناء قبيلة بني صخر وبني حسن والدعجة والعجارمه حملت الأجهزة الأمنية والرسمية المسؤولية الكاملة عن أي اعتداء على المؤتمر.
من جهتها، دانت الحركة الاسلامية «الاعتداء الهمجي» على الفعالية التي دعا اليها ائتلاف تجمعات أبناء القبائل. وقال المتحدث جميل أبو بكر إن ما جرى «مؤشر خطير» يهدف الى «دفع الحراك الاصلاحي والمجتمع الى حالة من العنف والصدام التي لا يقبلها أي غيور على هذا البلد». وناشد «كل أبناء الأردن الحفاظ على سلمية الحراك الذي التزموا به طوال الشهور الماضية». وأضاف أن «الاعتداء على المؤتمر مدبر من أجهزة رسمية أو جهات لا تطيق تغيير الواقع وإصلاحه بصورة أساسية». وتساءل «لماذا لا تتعرض التجمعات الأخرى المؤيدة للحكومة والنظام لأي عدوان أو ضغوط؟».
بدوره، قال رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات، الذي يقود الجبهة الوطنية للإصلاح، إن الدولة فقدت بوصلتها، وحمّلها مسؤولية الاعتداء على مهرجان «الفساد هو قمة التطرف» الذي شارك فيه، مستنكراً في الوقت نفسه تصريحات مدير الأمن العام حسين هزاع المجالي التي قال فيها إن حرسه استخدموا السلاح في المهرجان، موضحاً أنه لم يرافقه أي حرس.
وقال عبيدات، في تصريحات خلال زيارة تضامنية لقوى وفعاليات شعبية وحزبية ونقابية لمنزله، إن «ما حدث في بلدة سلحوب مؤشر واضح على فقدان الدولة لبوصلتها». ودعا التيارات والقوى والأحزاب الى التكاتف بقوة أمام ما يحدث من اعتداءات ممنهجة ومدبّرة من الأجهزة الأمنية التي تحاول زعزعة الأمن الاجتماعي والعشائري، والتفكير بعقل بارد من دون انفعال لتوحيد الجهود المطالبة بالإصلاح. ولفت الى أنّه تلقى العديد من اتصالات تدعوه الى عدم التوجه الى سلحوب مخافة حدوث ما لا تحمد عقباه، متابعاً أنه بالرغم من ذلك واصل المسير نحو سلحوب. ورأى أن ما حدث خطير «وأن النظام يستخدم بعضنا ضد بعض».