القاهرة ــ الأخبار ثلاثة أحداث يمكن اعتبارها حديث الساعة في القاهرة أمس؛ الأول تشييع جثمان أول شهيد مسلم في مذبحة ماسبيرو، والثاني تقديم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المال حازم الببلاوي استقالته من منصبه اعتراضاً على تعاطي الحكومة مع ما جرى ليلة الأحد الماضي، أما الثالث فكان اجتماع القوى الوطنية لتحديد الخطوات الواجب اتباعها ضد حكومة عصام شرف.
الحدث الأول ينفي الفكرة التي جرى ترويجها، والتي تقول إن المتظاهرين كانوا من الأقباط فقط، لأن الضحية هذه المرة اسمه «أحمد». جنازة الشهيد المسلم شُيّعت بعد ساعات من تشييع جنازات 17 قبطياً خرجت من الكاتدرائية، فجر أمس، ووصلت الى ميدان التحرير تنفيذاً لرغبة الناشط «مينا دانيال» الذي أوصى أصدقاءه قبل لحظات من وفاته بأن يذهبوا به الى ميدان التحرير.
أغلب الظن أن أحمد لم يكن من المشاركين في التظاهرة وأنه قُتل نظراً إلى وجوده في المكان لحظة الاشتباكات. أصدقاء أحمد أفادوا بأنه عُثر على جثته في سيارته في ميدان عبد المنعم رياض، حيث صودف وجوده هناك، وأنهم عندما ذهبوا لإحضار جثته من مستشفى معهد ناصر، سمعوا أن هناك أكثر من أربع جثث أخرى لمسلمين قتلوا في الأحداث بـ«رصاص ميري»، أثناء وجودهم بالصدفة في الميدان.
الحدث الثاني تمثل في شائعة خرجت صباح أمس تؤكد أن رئيس الوزراء عصام شرف تقدّم باستقالته هو والحكومة التي يرأسها، لكن شرف خرج ليقطع الشك باليقين بقوله «تحت أي ظرف استثنائي الوزارة تضع استقالتها تحت تصرف المجلس الأعلى للقوات المسلحة»، وهذا معناه أن الرجل ليس له قرار، وأنه رهن إرادة المجلس العسكري. لكن المهم أن الجملة وردت في سياق تعليقه على خبر استقالة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير المال حازم الببلاوي، وهي الاستقالة التي أثارت ردود فعل متباينة، حيث ساد الارتباك مجلس الوزراء، مع انتشار أنباء استقالة الببلاوي من منصبه.
أما الببلاوي الذي كان يُعدّ أول وزير يقدم استقالته من حكومة شرف، فقد سجل في خطاب استقالته أن «مهمة الحكومة، أي حكومة في العالم، هي حفظ الأمن، وبالتالي فإن أي إخلال خطير بالأمن هو مسؤولية الحكومة». غير أنه عاد وأعلن أن المجلس العسكري رفض استقالته، وهو ما «يسبّب له إحراجاً».
وعقب إعلان استقالة الببلاوي ظهر السؤال الذي يتردد: ماذا ينتظر وزير الإعلام أسامة هيكل حتى يستقيل؟ هل ينتظر حتى يتقاتل الأقباط والمسلمون، بينما يدافع تلفزيونه عن المجلس العسكري «الحاكم»؟ هل ينتظر أن يغلق كل الفضائيات ويصادر كل الأصوات، فلا يبقى سوى صوت تلفزيونه الموجّه لغسل دماغ المصريين؟
الحدث الثالث أمس كان الدعوة التي وجهها «ائتلاف شباب الثورة» إلى ممثلي القوى السياسية لاستكمال المناقشات التي بدأت أول من أمس في ساقية الصاوي، بشأن تأليف الحكومة الجديدة، لتجنّب تكرار أحداث عنف.
الأسماء المطروحة لتولّي الوزارة الجديدة جاء في مقدمتها رئيس لجنة استرداد أموال مصر من الخارج حسام عيسى، والقيادي في الجمعية الوطنية للتغيير محمد غنيم، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية محمد البرادعي.
كذلك تطرق الاجتماع إلى تأليف «مجلس دعم الثورة» الذي سيضم كافة أطياف العمل السياسي، ليصبح مرجعية وطنية تناقش أهم الملفات المطروحة، ويشارك إدارة الحكم في طرح الحلول الفاعلة للأزمات الطارئة.