أعلن الرئيس السوري بشار الأسد لوزراء من دول تجمع «ألبا»، الذين أتوا لتأكيد دعمهم للنظام السوري في مواجهة أزمة الاحتجاجات الشعبية أمس، أن السلطة تعمل على الإصلاح السياسي والقضاء على المظاهر المسلحة، فيما أثنى وزير خارجيته وليد المعلم على موقف الصين وروسيا في مجلس الأمن، وقال للأتراك: «من يرمنا بوردة نرمه بوردة»، معلناً أن بلاده ستعاقب من يعترف بالمجلس الوطني التابع للمعارضة. وضم وفد «ألبا» الفنزويليين وزير الخارجية نيكولاس مادورو ونائبه تيمير بوراس ووزير الداخلية طارق العيسمي، إضافة إلى وزير خارجية كوبا برونو رودريغيز، ووزير الاتصالات البوليفي إيبان كانيلاس ونائب وزير الخارجية الإكوادوري إبلو فيا غوميز ونائبة وزيرة خارجية نيكاراغوا، ماريا روبياليس. وأكّد الأسد لأعضاء الوفد أنّ الخطوات التي تقوم بها السطات السورية ترتكز على محورين: أولهما الإصلاح السياسي، وثانيهما إنهاء المظاهر المسلحة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية «سانا». ورأى أن «الإصلاحات لاقت تجاوباً كبيراً من الشعب السوري»، مشيراً إلى أن «الهجمة الخارجية على سوريا اشتدت عندما بدأت الأحوال في الداخل بالتحسن؛ لأن المطلوب منهم ليس تنفيذ إصلاحات، بل أن تدفع سوريا ثمن مواقفها وتصديها للمخططات الخارجية للمنطقة». وقال إن «عملية الإصلاح تجري بناءً على قرار سيادي غير مرتبط بأي إملاءات خارجية ومن أي جهة كانت».
بدوره، حذّر وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، خلال مؤتمر صحفي مع وزراء «ألبا»، من اعتراف الدول بالمجلس الوطني المعارض الذي أُعلن في اسطنبول. وقال: «لا يهمني ما يسعون إليه، يهمني موقفنا وأي دولة ستعترف بالمجلس اللاشرعي سنتخذ ضدها إجراءات مشددة». وأضاف أنّ «حركة التخريب والعنف انتقلت لتشمل البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج والدول التي توجد فيها هذه البعثات تقع على عاتقها مهمة حمايتها».
وتساءل المعلم: «هل المجموعات الإرهابية المسلّحة تريد عقد حوار وطني؟ وهل المجموعات المسلّحة التي تغتال رجل الفكر والعلم تريد إصلاحات في سوريا؟ إن هذه المجموعات تقتل الناس بالأجرة، لذلك لا أرى ربطاً بين ما تفعله وبرنامج الإصلاح والحوار المنوي تنفيذه».
لكنه أكّد أن «المعارضة الوطنية مدعوة إلى المشاركة في الحوار الوطني ومدعوة إلى المشاركة في بناء مستقبل سوريا».
وبحسب المعلم، بلغ عدد القتلى السوريين بسبب الأحداث 1110، قائلاً إن «عدد الشخصيات السورية التي اغتيلت أصبح اليوم 1110، ومن الأساسي أن نطلع المجتمع الدولي على أن هناك مجموعات مسلحة تقوم بأعمال العنف في سوريا، وتقتل هذا العدد الكبير من الشهداء». وأضاف أن «كثيرين في الغرب يقولون إن هذه ثورة سلمية وتظاهرات سلمية، ولا يعترفون بوجود مجموعات إرهابية مسلحة يقومون بتمويلها وتهريب السلاح إليها».
وفي ردّه على اتهام قيادة الأحزاب الكردية الاستخبارات التركية باغتيال المعارض الكردي مشعل التمو، أكّد المعلم أن «مجموعة إرهابية هي التي اغتالت الشهيد مشعل تمو، هذا الرجل المعارض وقف أمام تيار يطالب بالتدخل الخارجي والهدف افتعال فتنة في محافظة الحسكة التي ظلت طوال الأزمة نموذجاً للتعايش والإخاء بين سكانها».
وعن الموقف التركي ومشروع العقوبات على النظام السوري، قال إن «سوريا ليست مكتوفة الأيدي ومن يرمها بوردة ترمه بوردة». ونفى علم السلطة السورية بنية روسيا القيام بوساطة بين السلطة والمعارضة لحل الأزمة، معرباً عن «شكرنا وتقديرنا للموقفين الروسي والصيني اللذين برزا في مجلس الأمن، ونحن واثقون وعلى اتصال مستمر مع القيادة الروسية في ما يتعلق بالوضع في سوريا، ومن الواضح أن روسيا تدعو دائماً إلى عدم التدخل الخارجي بشؤون سوريا وإلى حوار وطني تشارك فيه المعارضة والسير في تنفيذ برنامج الإصلاحات الشاملة، وتتخذ موقفاً في ضوء هذه السياسة».
وأضاف المعلم: «إننا نعلم حجم الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها الدول التي تساند سوريا، ولكن لدينا كوبا نموذجاً حيث قاومت مختلف أنواع الضغوط بما فيها العدوان العسكري، ونحن واثقون بأن الموقف السوري المبدئي سيستمر وسنقوم نحن بالمقابل بما التزمنا به من برنامج إصلاح شامل وبالحوار الوطني الذي ندعو إليه المعارضة، وستواصل قوات حفظ النظام التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة».
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك مع المعلم، أجمع وزراء «ألبا» على رفضهم التدخل في سوريا ومحاولة الإمبريالية التأثير في حرية الشعب السوري وسيادته، مستنكرين ما وصفوه بالاغتيالات وأعمال التخريب، مؤكدين تضامنهم مع النظام السوري. وعبّر الوزراء عن دعمهم «للشعب السوري في جهود الحوار الوطني الذي يقوم به حالياً ليجد حلولاً سلمية»، ورفضهم «التشويه الإعلامي والكذب الذي يحاول من خلال وسائل الإعلام أن يسوق صورة مختلفة عن سوريا».
وقال وزير الخارجية الفنزويلي إنه «لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي ونحن نرى كيف تحاول الإمبريالية استغلال الأوضاع والمشاكل الداخلية في سوريا لمصالحها الشخصية ولزعزعة استقرار هذا البلد». وأضاف: «قررنا على نحو جماعي دعم الشعب السوري ليتجاوز محنته ومشاكله، وبالدرجة الأولى سننقل حقيقة ما يجري في سوريا، ويجب أن تتوقف الحرب الإعلامية والنفسية والسياسية ضدها، وأن نستنكر وندين هذه الحرب».
وتابع مادورو «بالدرجة الثانية، يجب دعم بعضنا لبعض في كل المحافل الدولية وخاصة في مجلس الأمن والأمم المتحدة التي لا يمكن أن تتحول إلى أداة حرب بيد الإمبريالية والصهيونية ضد شعوب العالم، ونعتقد أنّ من الوقاحة أن يرفض طلب الفلسطينيين بأن يكون لهم مقعد في الأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه يصمتون عندما تقصف قوات الاحتلال الفلسطينيين في غزة».
(الأخبار)