القدس المحتلة | يبدو أن تبعات أيلول ضربت إسرائيل مبكراً. فبعد عملية إيلات التي باغتت الأجهزة الاسرائيلية، ها هي عملية أخرى تضربها في وسط تل أبيب، رغم الادعاء الإسرائيلي بأنهم منعوا حدوث كارثة، كما زعموا وقتها في إيلات، وبغض النظر عن الخسائر، فإن إسرائيل باتت في حيرة من أمرها وسط فشل أمني غير مسبوق.فقد أعلنت الإذاعة العبرية أن شرطة تل أبيب أحبطت عملية فدائية كان مواطن فلسطيني ينوي القيام بها في أحد النوادي الليلية بجنوب تل أبيب بعد منتصف ليل الأحد، حيث كان يقام حفل كبير باشتراك نحو الف إسرائيلي ممن يسمون «من أبناء الشبيبة».
وبحسب المعلومات الطبية، فقد أصيب ثمانية رجال شرطة، عندما سيطروا على المهاجم، فيما وصفت إصابة ثلاثة من رجال الشرطة بالخطيرة وإصابة اثنين آخرين بالمتوسطة، بينما أصيب الآخرون بجروح طفيفة.
منفذ الهجوم «كما تقول المصادر الاستخبارية الإسرائيلية» من سكان منطقة نابلس، وهو في العشرين من عمره، وكان قد استقلّ سيارة أجرة في يافا، وعندما اقتربت السيارة من النادي الليلي طعن السائق على نحو طفيف وألقى به خارج السيارة، ثم واصل المنفذ السير باتجاه النادي الليلي وعندما لاحظ حاجزاً نصبته الشرطة في المكان اقتحم الحاجز ودهس رجال الشرطة. وعلى الأثر، تمكن رجال الشرطة والحراس الإسرائيليون في المكان من السيطرة على المهاجم واعتقلوه، فيما نقلت سيارات الإسعاف الجرحى.
التحقيقات الأولية لأجهزة الأمن الإسرائيلي تشير إلى أن منفذ العملية مكث في مدينة تل أبيب يوماً واحداً على الأقل قبل موعد تنفيذ العملية، حيث يخضع الآن للتحقيق لدى الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك، بعد تلقيه العلاج في المستشفى نتيجة لتعرضه لإصابة بسيطة، وتؤكد هذه التحقيقات أنه خطط لهذه العملية مسبقاً، وكانت لديه معلومات عن وجود هذا الاحتفال في الملهى الليلي.
أما سائق سيارة الأجرة أحمد نازي، فقد قال بعد وقوع العملية «إنه أقلّ الشاب الفلسطيني، منفذ العملية، الذي طلب منه إيصاله إلى المحطة المركزية القديمة في مدينة تل أبيب، وبعد وقت طلب منه الشاب التوقف تحت تهديد السكين، وما إن توقفت طلب مني النزول من السيارة وهو يهددني بالسكين، وحاولت مسك يده بعد نزولي ما أدى الى جرحي في كف يدي، لذلك لم أستمر في المقاومة على اعتبار أنه أراد سرقة السيارة».
وأكد سائق سيارة الأجرة أنه لم يكن لديه تصور أن هذا الشاب سيقوم بعملية فدائية على بعد 500 متر من المكان الذي توقف فيه، ويضيف «عندما سمعت من الشرطة أنه نفّذ عملية دهس وطعن أصابتني الصدمة، لأنني كنت أتصور أن الموضوع يتعلق فقط بسرقة سيارة».
المصادر الإسرائيلية أشارت إلى أن جهاز «الشاباك» مع الشرطة الإسرائيلية يجرون الآن تحقيقات لفحص إمكان أن يكون أشخاص في إسرائيل قد قدّموا مساعدة إلى منفذ العملية، إلا أن قائد منطقة وسط إسرائيل في الشرطة أهارون أكسول، أوضح أن منفذ عملية الدهس والطعن عمل بمفرده.
في غضون ذلك، أعلنت إسرائيل حالة التأهب في الجنوب، بعد ورود «إنذارات ساخنة» باحتمال وقوع عملية جديدة على الحدود مع مصر، فيما أشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى ورود معلومات للاستخبارات الإسرائيلية عن نية حركة الجهاد الإسلامي تنفيذ عملية جديدة على الحدود المصرية، ما دفع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، بيني غانتس، إلى رفع مستوى الاستنفار واليقظة على طول الحدود.



بالتزامن مع إعلان رئيس أركان الاحتلال، بيني غانتس، الاستنفار، اتخذت الأجهزة الأمنية المصرية في سيناء تدابير عدة لمنع تسلل أي أشخاص عبر حدودها مع قطاع غزة إلى سيناء بهدف تنفيذ عمليات. وأفيد أن السلطات المصرية تدرس إقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة. وكشفت صحيفة «المصري اليوم» أن المقترحات الأولية تقضي بإخلاء شريط حدودي بعمق خمسة كيلومترات ليكون بمثابة نقطة عازلة تقضى تماماً على أنفاق غزة، إلا أن الكثافة السكانية الكبيرة الموجودة في تلك المنطقة تعوق تنفيذ المقترح في الوقت الحالي.
في هذه الأثناء، تشن أجهزة الأمن حملات تمشيط على الشريط الحدودي بهدف تدمير الأنفاق التي تقول السلطات المصرية إن «أصوليين» يتسللون عبرها إلى الأراضي المصرية.