جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أول من أمس، تصميمه على التوجه الى الأمم المتحدة إلا إذا تلقت القيادة الفلسطينية عرضاً مقنعاً بشأن المفاوضات مع اسرائيل والاستيطان، في وقت كرّر فيه كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، التلويح بحلّ السلطة. وقال عباس، في كلمة له خلال الملتقى الثالث للأئمة والخطباء أول من أمس، «إننا نقول لكل العالم إننا ذاهبون الى الأمم المتحدة لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين، ولن نذهب إذا جاؤوا بحل فيه أمران: الشرعية الدولية، أي حدود عام 1967، والثاني هو وقف الاستيطان». وأضاف «وبدون ذلك من الصعب علينا، وسنستمر في الذهاب إلى الأمم المتحدة».ورغم تأكيده توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، اكد عباس تمسكه بالمفاوضات السياسية مع الجانب الإسرائيلي. وقال «نقول لكل العالم، نحن سنذهب إلى الأمم المتحدة، ومهما كانت النتيجة فإننا سنعود الى المفاوضات». وأضاف «إننا لم نختر طريقاً آخر غير طريق المفاوضات، سواء ذهبنا إلى الأمم المتحدة أو لم نذهب، ومع ذلك نحن نقول لهم هاتوا ما عندكم أيها الغرب، أيها الأميركيون والإسرائيليون». واشار الى أن ما دفع القيادة الفلسطينية الى اختيار طريق التوجه إلى الأمم المتحدة، إنما ينبع من «عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للسياسات الإسرائيلية التوسعية والعنصرية».
وقال عباس «إن قرار التوجه الى مجلس الأمن لا يهدف الى عزل اسرائيل، ولا الى مواجهة الولايات المتحدة، بل الى تحقيق حلمنا بالحصول على الاعتراف الرسمي بدولتنا الفلسطينية كاملة السيادة على الأراضي المحتلة عام 1967، والحصول على دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة». وأوضح أنه «عندما شعرنا بأن طريق المفاوضات المعقولة والمقبولة القانونية مقفل اضطررنا الى أن نقول سنذهب الى الأمم المتحدة لنقول لهم نحن الشعب الوحيد الذي لا يزال تحت الاحتلال منذ 63 عاماً، أي لا يوجد شعب على وجه الكرة الأرضية محتل إلا الشعب الفلسطيني».
وجدد عباس رفض الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل دولة يهودية. وقال «لا تقدموا إلينا الدولة اليهودية، لن نقبلها، لن نقبل هذا الكلام، أو تقولوا إن الكتل الاستيطانية امر واقع، او حل مشكلة اللاجئين في الدولة الفلسطينية، لن نقبل هذا الكلام». وأضاف «لا تستطيع اللجنة الرباعية أن تفرض علينا شكل الدولة، او أن نعترف بطبيعة الدولة الإسرائيلية، ليس هذا شأننا، لماذا يفرض علينا وحدنا أن نقول دولة اسرائيل دولة يهودية أو عبرية، فلذلك نحن لن نقبل هذه الأمور».
ورداً على ذلك، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الفلسطينيين، في بيان له، «بأنهم لا يريدون العيش الى جانب اسرائيل، بل يريدون إقامة دولة خالية من اليهود» في الضفة الغربية، في اشارة الى رفض الفلسطينيين بقاء مستوطنين اسرائيليين في دولتهم المستقبلية.
وفي السياق، بحث الرئيس الفلسطيني مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون موضوع توجه الفلسطينيين الى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إثر اللقاء الذي أجري في رام الله، إن «الرئيس عباس طلب من الاتحاد الأوروبي بذل كل الجهود لمساعدتنا، لأن الطلب الفلسطيني لتكريس دولة فلسطين هو مسعى للحفاظ على عملية السلام وخيار الدولتين، وحق يستند إلى القانون الدولي ومجمل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومرجعيات عملية السلام».
وأضاف عريقات «أبلغتنا آشتون أن موقف أوروبا والاتحاد الأوروبي من قضية توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لطلب العضوية يعتمد على مسألتين، الأولى وحدة موقف دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك يعتمد على النص الذي سيقدمه الفلسطينيون الى الأمم المتحدة».
وفي مقابلة مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، لمّح عريقات إلى احتمال حل السلطة الفلسطينية إذا استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد المسعى الفلسطيني لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية، وفُرضت عقوبات اقتصادية على السلطة، وأُوقفت المساعدات المالية المقدمة إليها.
وأضاف عريقات «لا نزال نطلب من الإدارة الأميركية إعادة البحث في موقفها وتأييد خطوتنا، ونأمل أن يفعلوا ذلك، ونحن لسنا خائبي الأمل منها، فالأميركيون فعلوا شيئاً هائلاً عندما أعلن الرئيس (الأميركي باراك) أوباما أن الحل يجب أن يستند إلى مبدأ الدولتين مع تبادل أراض». ورأى أن أوباما «حدد الإطار العام للحل ونتنياهو لا يمكنه الانحراف عن ذلك إلى اليمين أو اليسار، ومشكلتنا ليست مع الأميركيين، بل مع حكومة نتنياهو». وأضاف إنه «إذا كان هناك فيتو في مجلس الأمن فإننا سنذهب إلى الجمعية العامة ونطلب أن نكون دولة ليست عضواً، وهذا أيضاً سيغير الأمور».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)