القاهرة ــ الأخبارأربعة أيام قضاها المعتصمون أمام السفارة الإسرائيلية، وعندما أطلت شمس اليوم الخامس، أمس، انفضّ معظمهم. رحل ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص كانوا يفترشون الأرض فوق جسر الجامعة المواجهة لمبنى السفارة ويتناولون طعام الإفطار ويؤدون الصلاة ويرفضون التنازل عن مطلبهم الأساسي، وهو طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة.
الدعوة الى إطالة أمد الاعتصام أمام مبنى السفارة لم تلق تجاوباً كبيراً بين النشطاء، حيث ظهرت دعوات كثيرة تطالب بسرعة فض الاعتصام والتحضير لمليونية «طرد السفير» غداً الجمعة. من بقي من المتظاهرين علقوا لافتات عدة، إحداها كتب عليها «المسلسل الإسرائيلي الممل عن طريق الخطأ قتل
أكثر من 120 جندياً مصرياً على الحدود وأسر 10 آلاف فلسطيني وحصار غزة وكل هذا عن طريق الخطأ». كما حملوا لافتة عليها صور للأسرى المصريين في حرب 67 ووحدة شاكيد الإسرائيلية، التي كانت تقوم بدفن الأسرى المصريين أحياء، وكتب عليها «لن ننسى».
وعلى غرار مليونيات التحرير، دعا المتظاهرون إلى مليونية غداً الجمعة، لتكون تلك هي الدعوة لأول مليونية أمام السفارة الإسرائيلية والحشد لها، بعد حادث انتهاك الجيش الإسرائيلي للحدود المصرية، وسيكون المطلب الأساسي للمليونية، كما قال المتظاهرون، هو «طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة» واستعادة حق الشهداء التي فرّطت بها الحكومة من وجهة نظر المتظاهرين.
ما حدث على الحدود وأمام السفارة الإسرائيلية فرض نفسه خلال الأيام الماضية فى المناقشات والمؤتمرات، حيث نشب خلاف كلامي، أو مواجهة، خلال
مؤتمر «التحالف الديموقراطي من أجل مصر»، وكان طرفاها نائب رئيس الوزراء الدكتور علي السلمي، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حازم أبو إسماعيل، ما دعا السلمي الى مغادرة المؤتمر احتجاجاً على قول أحد الحضور إن الشباب المصري «لا يزال مضروباً بالجزمة».
أبو إسماعيل، علق على أحداث سيناء، في المؤتمر الذي عقد، مساء أول من أمس في إحدى الجامعات الخاصة، معتبراً أن هناك «من يسعى إلى خلق حالة توتر،
حتى يمكن فرض حراسات أمنية لتأمين إمدادات الغاز لإسرائيل»، مطالباً بضرورة «تعديل اتفاقية كامب ديفيد، ما دامت إسرائيل لم تراعها». ورأى أنه يمكن
دفع إسرائيل إلى طلب التعديل، عن طريق «تعمير سيناء، ونقل الشباب المصري إليها، بما يشكل ضغطاً على إسرائيل».
حديث المرشح، دفع السلمي إلى الرد بقوله «الحكومة المصرية طالبت إسرائيل بوضع سقف زمني للانتهاء من التحقيقات. وحتى ذلك الحين، تبقى كل الخيارات الدبلوماسية مفتوحة أمامنا». وأضاف إن «كلمة نأسف، التي قالها وزير الدفاع الإسرائيلي، اعتذار ضعيف، ولا تكفي لإرضاء الشعب المصري. لكن اعتذار شيمون بيريز كان مقبولاً شوية». ورأى أن هناك مكسبين «خرجنا بهما من هذه الأحداث، الأول هو إدراكنا لأهمية سيناء، ما جعلنا نعيد التفكير في مشروع تعميرها، والمكسب الآخر هو إرسال رسالة واضحة لإسرائيل، بأن الشعب والحكومة المصرية في خندق واحد، وعلى قلب رجل واحد».
جهود كثيرة، كشف عنها السلمي، بذلت «لمنع مجلس الأمن من إصدار بيان يعزي فيه إسرائيل عن ضحاياها، من دون تعزية شهداء مصر». وهنا رد أبو إسماعيل، قائلا «لا يجب أن نفرح بأن المجلس لم يخرج ببيان عزاء لإسرائيل... دي فضيحة».