حفلت التصريحات الدولية بالعديد من المواقف تعليقاً على تطورات الأحداث الجارية في ليبيا، ففيما عبّرت واشنطن وعواصم أخرى عن قلقها إزاء مرحلة ما بعد العقيد معمر القذافي، أعلنت الصين التي لها مصالح اقتصادية كبرى في ليبيا أنها «تحترم خيار الشعب الليبي»، بينما دعت روسيا المجتمع الدولي إلى الامتناع عن التدخل بالشأن الليبي الداخلي.وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من مكان عطلته في شمال شرق الولايات المتحدة، إن «على القذافي أن يدرك حقيقة أنه لم يعد يسيطر على ليبيا. عليه أن يتخلى عن السلطة لمرة واحدة وأخيرة». ودعا الثوار الذين دخلوا طرابلس الى احترام حقوق الإنسان وحماية مؤسسات الدولة والسير قدماً باتجاه الديموقراطية، على أن تكون «عادلة وتشمل كل الشعب الليبي». أما مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، فقد دعا الى «احترام حقوق الإنسان والعدالة» وتجنب «الثأر».
وفي باريس، قال بيان صادر عن مكتب الرئيس نيكولا ساركوزي «دعا الرئيس القوات التي لا تزال موالية للنظام الى أن تدير ظهرها لحالة العمى الإجرامي المخزية لزعيمها بأن توقف إطلاق النار فوراً وأن تلقي بأسلحتها وتسلم نفسها للسلطات الليبية الشرعية». وقال البيان إن ساركوزي تحدث أيضاً الى رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي، محمود جبريل، ودعاه إلى زيارة باريس يوم غد الأربعاء.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، «نقترح اجتماعاً غير عادي لمجموعة الاتصال (حول ليبيا) على أعلى مستوى في الأسبوع المقبل لوضع خطة عمل مع السلطات الليبية».
من جهته، عاد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الى لندن قاطعاً عطلته لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي. وطالب كاميرون العقيد الليبي بوقف القتال من دون شروط وإظهار تخليه عن أي مطالبة بالسلطة، وتعهّد بالإفراج عن الأصول الليبية المجمّدة. كما تعهد بـ«إنشاء وجود دبلوماسي بريطاني في طرابلس بأقرب وقت يشمل خبراء في مجال الاستقرار خططوا لهذه اللحظة منذ عدة أشهر مع المجلس الوطني الانتقالي».
وفي روما، نقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني، الذي يستقبل غداً عبد الجليل في روما، دعوته القذافي إلى «وضع حد للمقاومة غير المجدية كي يجنب شعبه معاناة أخرى»، لافتاً إلى أن «المجلس الوطني والمقاتلين الليبيين يتوّجون في طرابلس الآن تطلعاتهم في (إقامة) ليبيا جديدة ديموقراطية وموحدة».
كذلك رأى وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أن سقوط النظام سيخلق «آفاقاً كبرى» للشركات الإيطالية. وقال إن «الحكومة الليبية الجديدة ستحترم كل العقود». وفي بروكسل، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، في بيان «إننا نشهد نهاية نظام القذافي». وحثت الثوار الليبيين على ضبط النفس على الأرض، قائلة «أدعو المجلس الوطني الانتقالي وقوات المعارضة الى ضمان حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني وحقوق الإنسان العالمية بالكامل والعمل بحس من المسؤولية من أجل ضمان السلام والاستقرار في كل أنحاء البلاد».
بدوره، قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان على موقعها على الإنترنت إن «الصين تحترم خيار الشعب الليبي وتأمل عودة سريعة للاستقرار الى ليبيا».
وفي موسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية في بيان «جميع الدول إلى الالتزام الصارم بالقرارين 1970 و1973 الصادرين عن مجلس الأمن الدولي وعدم التدخل بالشؤون الداخلية الليبية والعمل على حماية المدنيين وإقامة نظام شرعي بالبلاد».
وقال رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي قنسطنطين كوساشيوف، إن على القذافي أن يعترف بهزيمته، ودان تدخل حلف شمالي الأطلسي في الشؤون الداخلية الليبية.
كذلك، انتقد حليف القذافي، الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، مجدداً تدخل حلف شمالي الأطلسي في طرابلس، فيما عقد مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي اجتماعاً طارئاً مخصصاً لبحث الوضع في ليبيا.
وفي السياق، نقل التلفزيون التركي الرسمي «تي.ار.تي» عن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، قوله إن «ما يحدث في ليبيا درس لزعماء المنطقة. وهو يظهر أن الزعماء الذين لا يصغون الى شعوبهم لا يمكنهم البقاء في السلطة». وسيزور داوود أوغلو بنغازي اليوم.
من ناحية ثانية، أشاد الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، بالثورة الليبية ووصفها بالمعركة»من أجل الحرية»، قائلاً في حديث إلى إذاعة اسرائيل «لو كنت ليبيّاً، لثرت ضد الطاغية القذافي».
إلى ذلك، قال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، مالكوم سمارت، إن «هذه الأيام بالغة الأهمية لكنها خطيرة للغاية بالنسبة الى شعب ليبيا، ويتعين على جميع القوات احترام حقوق المدنيين وضمان أن لا يؤدي القتال في طرابلس وغيرها من المدن إلى أعمال انتقامية».
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب، رويترز)