الخليل | دهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، أمس، مدينة الخليل وعدداً من بلداتها واعتقلت عشرات المواطنين، بينهم النائب محمد مطلق أبو جحيشة، في عملية عسكرية، وصفت بالأكبر منذ اجتياح المدينة الذي نفذته عام 2003. المواطنون أكدوا لـ«الأخبار» أن أكثر من 100 آلية عسكرية اقتحمت المدينة من عدة محاور، حيث نفذ الجنود عمليات دهم وتفتيش للمنازل وعبث بالمحتويات واحتجاز للمواطنين، واعتُقل العشرات واقتيدوا إلى مراكز تحقيق داخل معسكرات جيش الاحتلال. أما في بيت لحم، فقد ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال دهمت منزل مفتي محافظة بيت لحم، الشيخ عبد المجيد عطا، في مخيم الدهيشة، وسط إطلاق نار كثيف، ما أدى إلى إصابة نجله أسيد (29 عاماً) في قدمه، إضافة إلى إصابة الشاب بكر إسحق البدري (في العشرينيات)، وهو من سكان بلدة السموع جنوبي الخليل ونجل شقيقة المفتي، بالرصاص في قدميه قبل اعتقالهما. وعلم أيضاً أن قوات الاحتلال منعت إسعاف الهلال الأحمر من نقله واعتقلته. وكانت قد وقعت مواجهات لحظة اقتحام الجيش الإسرائيلي للمخيم؛ إذ ألقى العشرات من الشبان والفتية الحجارة والزجاجات الفارغة باتجاه الجنود الذين ردوا بإطلاق وابل من العيارات المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع، حيث تعمد الجنود إطلاق قنابل الغاز في بعض باحات المنازل، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين بحالات إغماء وغثيان شديدين.
جنود الاحتلال دهموا كذلك عدداً من منازل المواطنين في منطقة «أم ركبة» جنوب بلدة الخضر، وفتشوها، قبل أن يعتقلوا الفتية محمود ناصر مرزوق صلاح (16 عاماً)، وعبد الله عباس مرزوق صلاح (16 عاماً)، وأمجد راتب عمران صلاح (15 عاماً).
وفي حصيلة الحملة الإسرائيلية، قالت مصادر أمنية فلسطينية إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 120 من ناشطي «حماس» في جنوب الضفة الغربية. وإضافة إلى النائب أبو جحيشة، عُرف من المعتقلين الصحافي عامر أبو عرفة، وصبحي قفيشة، شقيق النائب عن حماس حاتم قفيشة، أيمن عبد الله القواسمة، نجل الناشط في كتائب القسام عبد الله القواسمة، والقيادي في الجبهة الشعبية بدران جابر (50 عاماً)، والقيادي في حماس فتحي عمرو شفيق القواسمة.
وأدانت حركة «حماس» حملة الاعتقالات الإسرائيلية على كوادرها في الضفة الغربية، وأكدت أنها «لن تضعفها». وقال الناطق باسم «حماس»، النائب مشير المصري، «إن حملة الاعتقالات في الخليل هي إصرار صهيوني على عقلية الإجرام والإرهاب التي ينتهجها بحق شعبنا الفلسطيني وتأكيد لمدى عنجهيته». وأضاف أن «الاحتلال يسعى إلى خلط الأوراق ويحاول تصدير أزماته الداخلية على حساب شعبنا».
المصري أكد أن «كل محاولات الاحتلال لتوجيه ضربات إلى حركة حماس لإضعافها هي محاولات يائسة وفاشلة»، وذكَر أن «التجربة أثبتت أن الضربات لا تضعف حماس بل تزيدها قوة». وأوضح أن «المعلومات الأولية التي لدى الحركة تتحدث عن اعتقال ثمانين من كوادر وقيادات ونواب من حركة حماس في الخليل»، مؤكداً أن حركته «ستبقى تحمل مشروع الجهاد والمقاومة، والاحتلال لن يحقق أهدافه من كل محاولة الضغط والابتزاز التي يمارسها ضد المقاومة وحركة حماس لفرض شروط الاستسلام عليها». وحمّل إسرائيل مسؤولية «التداعيات والآثار المترتبة على هذه الجرائم التي يرتكبها بحق شعبنا على نحو متواز في غزة بالقصف وقتل الأبرياء وفي الضفة بالاعتقالات».