في موقف لافت، حرص رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، على إبراز تخوفه من التغيرات العربية ومن إمكان استفادة «العدو» منها، ونبّه، كذلك، من المخاطر التي تواجه مستقبل العراق. ورأى أن اسرائيل هي «المستفيد الأول» من «رياح ربيع العرب»، محذراً من إمكان أن تقع الدول العربية التي تشهد حركات احتجاجية «فريسة لأطماع هذه الدولة الغاصبة». وقال المالكي، في كلمة ألقاها خلال احتفال في بغداد أمس لمناسبة تأسيس منظمة «بدر»، إن «المنطقة تشهد توترات كبيرة يسمونها «ربيع العرب»، وهذه بعضها حقوق للشعوب يجب أن تُنال». وأضاف إن «ما يحصل في المنطقة مطالب نحن معها ومع ضرورة أن ينال الشعب حقه في حريته، لكن هذا يستبطن في داخله تحديات كبرى، فلا ندري كيف تستقر الأمور وعلى اي قاعدة وكيف ستنطلق الدول الأخرى في عملية البناء والتماسك». ورأى أن «هناك تحديات كبيرة وخطيرة وعدونا يتربص بنا، ولا شك أن هناك دولة تنتظر الاستفادة من تمزق وتآكل الدول العربية التي تمر بهذه الرياح». وتابع إن «الصهيونية واسرائيل هما المستفيد الأول والأكبر من هذه العملية». وشدد المالكي على ضرورة تقديم «كل ما يستحقه الشعب»، داعياً الى «الاتفاق والحذر خشية أن تقع (الدول العربية) فريسة لأطماع هذه الدولة الغاصبة (اسرائيل)».
وفي الشأن العراقي الداخلي، قال المالكي إن «هناك جملة من التحديات ما زالت شاخصة في طريقنا، منها وضعنا الداخلي الذي يحتاج إلى رص الصفوف والبناء والاتفاق على المشاركات وتجميد الخلافات». وأضاف «هذا الوضع لا يزال يحتاج إلى المزيد من الجهد والعمل والتفاهم والتوكل والتوطن على مواجهة المشاكل بروح عالية لتحقيق الانسجام المطلوب». وحذّر المالكي من مخططات من وصفهم بـ«بقايا النظام السابق» والذين يقفون معهم إقليمياً ودولياً، وقال «هؤلاء لا يزالون يحاولون، وسيظلون يحاولون حرف مسيرة العراق ووضع العصي في دواليب حركته»، مشيراً الى أن «التحدي لا يزال مستمراً». وفيما توقّع استمرار إرادة الشر والتخريب في بلاده، شدد على ضرورة بناء عراق «قوي متين شامخ مستقر مستقل بكامل الامتيازات التي تؤهله لأن يكون الدولة المحورية في هذه المنطقة».
في إطار آخر، أعلنت السلطات العراقية أن قوة تابعة لوزارة الدفاع قتلت، أمس، في غرب بغداد اثنين من عناصر تنظيم دولة العراق الإسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، فيما قضى اثنان من القوة العراقية. وأكد المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، اللواء قاسم عطا، أن «الإرهابيين عراقيون وينتمون الى خلية الانتحاريين في التنظيم، وقد جرت مصادرة احزمة ناسفة كانت مخبأة في المنزل الذي يستخدمونه».
(أ ف ب، يو بي آي)