رأى المعارض السوري سمير العيطة أن السلطة السورية قرّرت حسم الأمور عسكرياً «بعد أيام قليلة مما سمي المؤتمر التشاوري للحوار الوطني»، الذي أكد «أنّ الأمور ستذهب حتماً إلى تغيير السلطة». وأشار الى أن حساب السلطة كان التالي «إذا قضت على الحراك في أوجه، أي خلال شهر رمضان، فسيخضع مجمل مسار الحراك الاجتماعي والسياسي لما تراه هي: أي مخرج على طريقة مصر قبل ثورة يناير»، لكنّه أضاف إن «قرار الحسم العسكري، كان قمّة الجنون». ورأى العيطة، في مقابلة مع موقع «إسلام أون لاين»، أن البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي «ورقة ضغط على السلطة في سوريا، ويشدّد عزلتها الدولية»، لكنّه «يخشى أن يكون استعداداً لتدخّل عسكري أجنبي»، وهو أمر «مرفوض من الشعب السوري».
وأعرب عن الأمل في أن «يقود الرئيس السوري عملية التغيير»، لكنه «وضع نفسه منذ خطابه الأوّل كجزء من المشكلة لا كجزء من الحلّ».
وشدد على أهمية «بروز تيار وطني لا يدعم فقط الحراك الشعبي بصلابة نحو الحرية والكرامة، بل أيضاً يدافع عن قيم الدين لله، والوطن للجميع، وعن سلميّة الحراك ونبذ التسلّح والجماعات المتطرّفة، ورفض التدخّلات الأجنبية، وصون مؤسسات الدولة السورية وخاصّة الجيش الوطني عن الانقسام».
وعن مؤتمرات المعارضة، نفى العيطة علمه بمؤتمر مزمع عقده في تونس، وقال إنه «كان هناك تسرّع في عقد بعض هذه المؤتمرات، وإشكال في الأسس التي عقدت من أجلها»، متساءلاً «ما معنى مؤتمر يهدف إلى تشكيل قيادات أو حكومات مؤقتة أو مجالس انتقالية قبل التفاهم على الأرضية الوطنية». ولفت الى أن «مؤتمر سميراميس الذي عُقد داخل سوريا في ظلّ القمع والتضييق كان أكثر نضجاً سياسياً من ذلك الذي عُقد في إسطنبول».
وتحدث العيطة عن التيارات والقوى السياسية، ورفض أن يسمي «المتردّدين أو المتخوّفين من عدم الاستقرار بالموالاة»، ورأى أن «هناك أزمة ثقة حيال التيارات الإسلامية» تبرز «كلّما تحدّث قائمون على التيار الديني عن غالبية وأقلية بعد إسقاط النظام». ولم يحدد إن كان «الإخوان المسلمين كحزب سياسي له قاعدة كبيرة داخل البلاد يسيطرون على التيارات الإسلامية»، مضيفاً إنه ليست «كل تيارات الإسلام السياسي مع الحراك الاجتماعي، بل هناك من يناصر السلطة أو متخوّف من الفوضى.
وحتّى ضمن الإخوان المسلمين أنفسهم هناك اختلافات كبيرة. تفاوضوا مع السلطة حيناً، ودخلوا مع القوى العلمانية في تحالفات في أحيان أخرى، ثمّ تحالفوا مع جبهة نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدّام ثم تركوا هذا التحالف».
وعن الشيخ عدنان العرعور، قال المعارض السوري إن شهرته ظهرت «بعد حوالى شهرين من قيام الانتفاضة، حين بدأ التلفزيون الرسمي وقناة الدنيا يجيّشان ضد الحراك الشعبي»، بحيث انتقل «من المناظرات المذهبيّة إلى تفنيد أقاويل وأكاذيب هاتين القناتين. وحين كان الحراك الشعبي في اللاذقية مثلاً موحّداً بقوّة في البداية بين السنة والعلويين، بدأت قناة الدنيا بنشر الأكاذيب والفرقة والخوف من مسلّحين سلفيين، وأتى العرعور ليثير فريقاً على آخر. هو إذاً كما قناة الدنيا يؤجّج التوتّر الطائفي». وعن أحوال المعارضة الكردية، قال إن «الكرد عبر انتصارهم الفوري لانتفاضة درعا وحوران، وهتافهم الشعب السوري واحد، كسروا منذ البداية محاولة شرائهم».
وعن الانشقاقات داخل الجيش السوري، رفض العيطة «أي انقسام للجيش. فإذا انهار فعلى سوريا السلام»، لكنه دعا الى أن يعمل الجيش على «إيقاف الحلّ الأمني وتسهيله لمخرج سياسي للأزمة. لا انقلاب عسكرياً وتسلّماً للسلطة السياسية، بل فقط اعتراض على الأمر بالقتل والتعاون مع الأهالي لحمايتهم». وتحدث عن الفتنة الطائفية
وقال إن الأهالي قاموا باحتواء الكثير منها «لكنّ التشنّج كبير ويزداد، فالسلطة تهيّج ووسائل الإعلام تهيّج». وعن الخطوات الإصلاحية للنظام، رأى أن الإصلاح لا يكمن في قوانين أحزاب أو انتخابات، أو في إلغاء حالة الطوارئ. بل في إخضاع السلطة للدولة، والانتقال إلى دولة القانون والمؤسسات». ولفت الى أن «المشكلة في الخطوات الإصلاحية أنّها صورية».
وتوقع أن لا «يستمرّ الحلّ الأمني، ويُنهَك الجيش السوري في معركة لا جدوى منها طويلاً، لأنّ هذا الجيش وطني وهو جيش شعبه ولا بدّ له من لحظة تفكّر يقف فيها ويقول: «لقد نفّذت الأوامر، والآن أنا
أعترض».
(الأخبار)