سيطر مقاتلو المعارضة الليبية، أمس، على بلدة الزاوية الساحلية الأقرب إلى العاصمة طرابلس حيث يتحصن الزعيم الليبي معمر القذافي، فيما أعلن السفير الجديد للمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة لدى بريطانيا، أن قوات المعارضة الليبية ستطيح نظام القذافي في غضون شهر. وقال مراسل لوكالة «رويترز» في الزاوية إن مقاتلي المعارضة يسيطرون على وسط البلدة الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة الليبية. وأضاف أن بإمكانه رؤية نحو 50 مقاتلاً من المعارضة قرب سوق الغلال الرئيسي في البلدة وهم يكبّرون. ورفرف علم المعارضة بالألوان الأحمر والأسود والأخضر فوق أحد المتاجر وعلى مئذنة أحد المساجد. لكن مقاتلين أكدوا لـ«رويترز» أنه ما زالت هناك قوات موالية للزعيم الليبي في البلدة، بينهم قناصة. وترددت أصداء النيران من حين إلى آخر، لكن لم يكن هناك قتال مكثف.
وذكر المقاتلون أن العاصمة هي هدفهم التالي، ولا سيما أن هجوم المعارضة على الزاوية يُعَدّ أكبر تقدم نحو الأراضي التي يسيطر عليها القذافي منذ بدء الانتفاضة على حكمه قبل ستة أشهر. فالزاوية تقع على الطريق السريع الرئيسي بين طرابلس والحدود مع تونس. لذلك، إن زحف المقاتلين يقطع طرابلس فعلياً عن خطوط الإمداد الحيوية. وقد تتعرض العاصمة أيضاً للحرمان التام من الوقود الذي تنتجه المصفاة في الزاوية.
في هذا الوقت، أعلن السفير الجديد للمجلس الوطني الانتقالي الليبي لدى العاصمة البريطانية لندن، محمود الناكوع في مقابلة مع صحيفة «إندبندنت أون صنداي» أن الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة «ستشهد تقدماً وتغيراً دراماتيكياً على أرض الواقع أقوى من ذي قبل ضد العقيد القذافي، مع تقدم قوات المعارضة إلى مدن الزاوية والبريقة وزلتان في طريقها إلى طرابلس». وأضاف: «إن قوات المعارضة اقتربت من طرابلس، ونحن نعلم أن الروح المعنوية للناس المؤيدين للقذافي ضعيفة جداً، ومعظم الذين اعتقلتهم قوات المعارضة هم من المرتزقة من أفريقيا، وأعتقد أن بقية الضباط والجنود الليبيين سينشقون في غضون أسابيع». وأشار إلى أن القذافي «لن يغادر طرابلس، لكنه سيُقتل أو يُعتقل، والشعب الليبي يريده أن يغادر البلاد أو مواجهة مصيره داخلها».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)