شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، عرضاً للقوة بين مؤيدي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعارضيه، بعد تظاهرات حاشدة نظمها الطرفان. واجتمع معارضو صالح بساحات التغيير والحرية، تلبيةً لدعوة اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية. وحمل المتظاهرون المعارضون لافتات تدعو الرئيس صالح إلى التخلي عن الحكم، معبّرين عن رفضهم لما سموه الوصاية الخارجية على الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، في إشارة إلى الدعم السعودي لصالح وأسرته الحاكمة، ورفض العقاب الجماعي على الشعب من خلال تكرر انقطاع الماء والكهرباء والمشتقات النفطية. في المقابل، احتشد أنصار صالح في ميدان السبعين بصنعاء في إطار ما سموها جمعة «الاصطفاف الوطني لحماية الشرعية الدستورية» بدعوة من المؤتمر الشعبي العام، لتأكيد شرعية الرئيس إثر تزايد الضغوط الدولية عليه للتنحي وتوقيع المبادرة الخليجية لتجنيب البلاد حرباً أهلية، مشددين بشعاراتهم على بقائه في السلطة حتى عام 2013 بحسب الدستور.
وتأتي استعادة أنصار صالح لزخم تحركاتهم، بعد تواتر الظهور الإعلامي للرئيس اليمني، بما في ذلك أول من أمس بعدما بث التلفزيون اليمني صوراً جديدة للرئيس اليمني، خلال زيارته لنائبي رئيس الوزراء رشاد العليمي وصادق أمين أبو راس في أول ظهور علني لهما منذ إصابتهما بجروح في الانفجار الذي وقع بدار الرئاسة في الثالث من حزيران الماضي.
أما رئيس مجلس الشورى، عبد العزيز عبد الغني، فلا يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة، نظراً إلى عدم ظهوره منذ أن أصيب في التفجير ونقله إلى الرياض.
في غضون ذلك، جدد القيادي في المعارضة اليمنية، سلطان العتواني، تأكيد استعداد المعارضة لمواصلة العمل لتحقيق نجاح ثورة الشعب اليمني، وتأسيس مجلس وطني يضم جميع الأطياف السياسية.
وقال الأمين العام للحزب الوحدوي الناصري، في مقابلة مع «راديو سوا» «إن المعارضة على استعداد لتقديم الكثير في سبيل نجاح ثورة الشعب اليمني والتخلص من هذا النظام الذي جثم على صدر اليمنيين على مدى 33 سنة، ولم يعد مقبولاً التراجع عن هذه الخطوة».
أما عضو القيادة العليا لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم محمد ناجي الشايف، فرأى أن السلطة لا تزال تتمتع بالقوة رغم ابتعاد أبرز قادتها للعلاج خارج البلاد. وأضاف: «كانوا يقولون إذا غادر الرئيس اليمني صنعاء فسيسقط النظام، الآن الرئيس على بعد ألفين أو ثلاثة آلاف كيلومتر، ومضى 70 يوماً على إصابته، والنظام يزداد قوة، أين هي المعارضة التي تقول إنها تمثل الشعب؟». ودعا الشايف المعارضة إلى الاعتراف بقوة النظام وتأييد الشعب له، قائلاً: «الآن الشعب اليمني يؤيد المؤتمر الشعبي العام ويؤيد قيادته، والدليل أن السلطة موجودة، رغم أن القيادة بكاملها في المستشفى والنظام قائم، لذا يجب أن يعترفوا بأن النظام قوي وليس هشاً».
(يو بي آي، رويترز)